الشيخ الصفار: المهم من قبول التعددية الدينية هو التعايش والاحترام المتبادل
دعا الشيخ حسن الصفار إلى تفعيل مبدأ التعددية الدينية في جانب تعزيز التعايش بين المجتمعات الانسانية واقرار الاحترام المتبادل.
واستعرض الشيخ الصفار سائر طروحات التعددية الدينية في الندوة التي انعقدت تحت هذا العنوان بمجلس الحاج حسن العبدالله بو حليقة بحي الزهور في سيهات ليلة الجمعة 13 رمضان 1435ه الموافق 11/7/2014م.
وقال الشيخ الصفار إن تعدد الأديان والمذاهب حقيقة واقعة في المجتمع البشري عبر التاريخ، مستعرضاً التفسيرات المختلفة لظاهرة التعددية الدينية، من تفسيرات سلبية كوجود مؤامرات لقوى الشر تنحرف بالناس عن الدين والمذهب الصحيح، أو لخلل في طبيعة البشر يدفعهم إلى العناد والتعنت أمام الحق، ويخلق لديهم انحراف الفهم وسوء التفكير في الحقائق، ويجعلهم خاضعين للعواطف والانفعالات أكثر من الانقياد للأدلة والبراهين العلمية.
وأشار الشيخ الصفار إلى أسباب واقعية أخرى تتمثل في تفاوت مستوى الإدارك والمعرفة عند بني البشر، واختلاف بيئات معيشتهم وتأثيرات النشأة والتربية العائلية.
وعن المقصود بالتعددية الدينية قال الشيخ الصفار: إنه يمكن اجمال أبرز طروحاتها في ثلاث تصورات:
الأول: احتمال الحقانية والصواب ولو نسبياً في كل الديانات والمذاهب. كما طرح أحد المفكرين أن الصراط المستقيم ليس واحداً وأن الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق.
وهذا طرح يرفضه معظم أتباع الديانات والمذاهب، حيث يعتقد كل طرف بأحقية دينه ومذهبه وخطأ وبطلات التوجهات الأخرى.
والتصور الثاني: هو معذورية اتباع مختلف الديانات والمذاهب أمام الله وامكانية نجاتهم وخلاصهم يوم القيامة، لأن كلاً منهم حصلت له القناعة والاطمئنان بدينه لسبب أو لآخر، وللمعاند منهم الذي يظهر له بطلان دينه فيصرّ عليه لا يمثّل إلا نسبة محدودة.
أما التصور الثالث للتعددية: فهو الاهتمام بالبعد الاجتماعي العملي منها أي قبول التعايش والاحترام المتبادل، بإقرار الحرية الدينية حيث يمارس كل قوم معتقداتهم وشعائرهم، في ظل نظام يحفظ لهم المساواة والحرية والعدل.
وركز الشيخ الصفار على هذا الجانب المهم من قبول التعددية الدينية على أساس شراكة الناس في هذه الحياة التي سخر الله امكاناتها لكل البشر، بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم. لأن ذلك هو ما يحفظ مصالح الجميع ويؤمن استقرارهم.
وفي ختام الندوة أتيح المجال للمداخلات والتساؤلات قام بإدارة الندوة الأستاذ أحمد العبدالله.