تصريح للشيخ حسن الصفار حول مواجهة الإرهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فضح الإرهاب نفسه، وسقطت كل الأقنعة الدينية والمذهبية التي تدثّر بها، وبان للجميع أنه يخدم أجندة سياسية لأعداء الدين والأمة. فممارساته شوهت سمعة الإسلام وأظهرته للعالم بأفظع وأبشع الصور من خلال مشاهد الذبح وسفك الدماء وسبي النساء وإثارة الرعب بين الأبرياء. كما حقق هذا الإرهاب مخططات نشر الفوضى والاضطراب في بلاد المسلمين عبر التخريب وتدمير المنجزات التنموية.
وأشاع حالة الاقتتال والاحتراب بين أبناء الأمة التي ستعاني من ويلاتها وتبعاتها طويلاً.
إن تنامي قوة التنظيمات الإرهابية وفرضها لوجودها في أكثر من بقعة ومكان، وحيازتها لإمكانيات ضخمة، واستمرار قدرتها على الاستقطاب وتغرير المزيد من أبناء الأمة وشبابها، يشكّل أكبر تحدٍ وأعظم خطر يواجه الدين والأمة في هذا العصر.
ولا يمكن مواجهة هذا الخطر الداهم إلا بإعلان حالة طوارئ قصوى على مختلف الصعد وكافة الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية. وبتضافر جهود الحكومات والقيادات الدينية على تنوع مذاهبها ورجال المعرفة والفكر؛ لأن الإرهاب خطر على وجود الأمة وتهديد لمستقبل الأوطان والسلم العالمي.
من هنا تأتي أهمية نداء خادم الحرمين الشريفين للأمة ولكل العالم للوقوف أمام هذا الخطر الزاحف. ولا بد من ترجمة هذا النداء بخطط وبرامج فورية عملية من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية والفعاليات الاجتماعية، وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، ويتجاوزوا كل خلافاتهم لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد الجميع.