الشيخ الصفار ناعياً العلامة فحص: كان مهموماً بتجسير العلاقة بين مكونات الأمة
نعى سماحة الشيخ حسن الصفار رحيل العلامة السيد هاني فحص «رحمه الله» متحدثاً عن سيرته النضالية والمعرفية، مشيراً إلى الدور الكبير الذي كان يقوم به في تجسير العلاقة بين مكونات الأمة حيث كان يحمل هذا الهمّ بحرص شديد.
وأبان الشيخ الصفار في لقائه الذي خصصه لنعي الفقيد الراحل والحديث عن شخصيته في مجلسه بالقطيف مساء الخميس 23/11/1435هـ الموافق 18/9/2014م أنه تعرّف على السيد فحص قبل خمسة وثلاثين عاماً.
وقال: «ما التقيته مرة على كثرة لقاءاتي به إلا وجدته مهموماً بقضية من قضايا الأمة، يتحدث حولها، ويبحث عن سبيلٍ لخدمتها، ويحفّز على الاهتمام بها، إما عن فلسطين أو لبنان أو إيران أو العراق أو البحرين أو مصر أو أي قطر من العالم العربي والإسلامي».
وأضاف سماحته: إن السيد هاني فحص أنموذج للعالِم المثقف المنفتح الذي يتعاطى مع الناس من خلال إنسانيتهم متجاوزاً انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية.
وتابع: لذلك كان يبادر لإدانة أي ظلامة تقع على مسيحيين أو مسلمين سنة أو شيعة أو من أي دين ومذهب وقومية.
وأوضح أن السيد فحص بذل جهوداً متواصلة في مسألة الحوار المسيحي الإسلامي والسني الشيعي والقومي والديني، عبر كتاباته وخطاباته ومشاركاته في المؤتمرات، والمؤسسات الحوارية التي أنشأها أو ساهم في تكوينها.
وقال الشيخ الصفار: كان السيد فحص يدعو للمّ الشمل ومعالجة المشاكل الدينية في مختلف دول العالم العربي والإسلامي، فيقوم بما يمكنه من جهود للمصالحة والتقريب بين الحكومات وجهات المعارضة، وبين الاحزاب والتيارات المختلفة فيما بينها.
وتابع «جهوده في الوساطة والمصالحة معروفة في أكثر من بلد».
وعن القضية الفلسطينية قال الشيخ الصفار أنها كانت الهمّ الذي لم يفارق السيد الراحل في مختلف أدواره وأطواره، وكانت له علاقة وثيقة مميزة بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقيادات النضال الفلسطيني.
كما أشار الشيخ الصفار إلى مؤلفات وكتابات السيد فحص الثقافية والسياسية واصفاً إياها بـ «المتميزة برشاقة التعبير وروعة الأسلوب».
وأوضح سماحته أن مشكلة السيد هاني فحص كانت تكمن في صراحته ووضوح مواقفه التي قد يخالف فيها وسطه ومحيطه الديني والاجتماعي.
وختم الشيخ الصفار حديثه بالدعاء للفقيد بالمغفرة والرحمة وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.