في خطبتي العيد
الشيخ الصفار يتحدث عن تزكية النفس ويدعوا للاهتمام بالمساجد
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار المصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد الرسالة بالقطيف وتحدث في خطبتي العيد عن تزكية النفس ودعا للاهتمام بالمساجد لتكون مناراً يشع منها العلم والمعرفة.
وقال سماحته في الخطبة الأولى إن الإنسان يحتاج إلى تزكية النفس كما يحتاج إلى تعاهد جسمه بالنظافة، فالنفس تعلق بها الاوضار والميول السيئة, التي تنعكس انحرافاً على السلوك.
وتابع: لا شيء أهم من تزكية النفس وتهذيبها، والتزكية هي التطهير، والتنمية الايجابية.
وعن حاجة الإنسان لتزكية النفس قال سماحته إن وجود الغرائز في أعماق النفس، وطبيعة الحياة تجتذب الإنسان نحو الشهوات، وهذا قد يدفعه إلى الفساد والانحراف والتعدي على الآخرين.
ودعا الشيخ الصفار إلى مراقبة النفس، فالله تعالى منح الانسان عقلاً يميز به الخير من الشر ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وعليه أن يجتهد ليسلك طريق الخير، مما يساعده على تزكية نفسه.
وطالب بوجود حالة من الوعي والمعرفة، فالإنسان الذي يمتلك وعياً ومعرفة أكثر هو أقدر على تزكية نفسه وتهذيب سلوكه.
وأضاف: إن للنفس رغبات وشهوات وإذا عوّد الإنسان نفسه على الاستجابة والانقياد للشهوات فإنها لا تقف به عند حدود، والطرق للسيطرة على هذه الشهوات هي مداومة مجاهدة النفس، وعدم الاستجابة لشهواتها.
وأبان سماحته أن الإنسان الذي يبرّر لنفسه ولا يقوم بنقدها والاعتراف بأخطائها وإساءاتها لا يزكي نفسه ولا يطورها ولا ينميها.
وأوضح أن الأجواء التي ينتمي لها تساعده على تزكية النفس، «فالاجواء الصالحة تساعد على الصلاح، والعكس صحيح»، حسب قوله.
وفي الخطبة الثانية تحدث سماحته عن دور المسجد في صناعة الوعي في المجتمع، كونه منبعاً للأجواء الروحانية، ومركزاً للتلاقي والسمو الروحي والثقافي والاجتماعي.
وقال سماحته إن المسجد ركن أساس في مجتمع المسلمين وفي أحياءهم، وله دور كبير في حياة المجتمع الإسلامي، فهو ذلك المنار الذي يشع على الناس هدى وروحانية.
وتابع: الناس يحتاجون إلى أجواء روحية تذكرهم بأفاق السمو الروحي، والمسجد هو ذلك المكان الذي يكون فيه عمران الأرواح، وصناعة قيم الخير في النفوس.
وأضاف سماحته: المسجد منبع المعرفة والعلم، كما كان في تاريخ المسلمين، ففيه يتعلم الناس معارف دينهم، ويناقشون أمور دنياهم ومصالحهم المشتركة.
وأبان أن للمسجد دوراً في تأكيد أواصر الصلة والعلاقة بين أبناء المجتمع وتعزيز اللحمة بين الناس الذين يرون بعضهم بعضاً بشكل يومي في المسجد.