الشيخ الصفار: تفعيل الثقافة شرط لإنجاح الاستقرار الأسري
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الثقافة تحمي الأسرة من المشاكل، وتساعد على تجاوزها بنجاح.
وطالب سماحته بتفعيل الثقافة، وتحويل الأحكام الشرعية إلى قوانين ملزمة من أجل استقرار الأسرة وحمايتها.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان: الثقافة وأثرها في الاستقرار الأسري، في مسجد الصديقة الزهراء بصفوى الأحد 25/ 12/ 1435هـ الموافق 19/ 10/ 2014م، بمناسبة ذكرى المباهلة.
وأوضح الشيخ الصفار أن الثقافة كالنور الذي يضيء الطريق، فينجي من المهالك ويسترشد به للوصول للهدف بسلام.
وقال: كما يرى الإنسان ببصره الأشياء المادية فيقرر التعاطي معها، كذلك يرى الأمور الاجتماعية بعقله، فيوازن بينها.
وتابع: كما أن النظر يحتاج لما يساعده لتحديد الرؤية، فبعض الأشياء لا تستطيع رؤيتها لظلام أو صغر أو بعد، كذلك العقل يحتاج للمعرفة والثقافة ليرى الأمور بشكل سليم ما يساعده لاتخاذ القرار المناسب، واتخاذ المواقف الصائبة.
وأبان سماحته أن العاقل المثقف يحمي نفسه وأسرته ومجتمعه، والمجتمع الذي يعرف أهمية المعرفة يحافظ على أمنه واستقراره.
وعرّف الشيخ الصفار الاستقرار الأسري بأنه: الرضا بالشراكة وتحمل مسؤولياتها واستيعاب المشاكل الطارئة.
وأوضح أن الإنسان الذي يعيش في عائلة بدون رضا نفسي لا يستقر، مطالباً بتحمل المسؤولية وعدم التقصير من كل الأطراف في العائلة.
ودعا إلى استيعاب المشاكل الطارئة، إذ لا يوجد حياة أسرية لا تتسرب إلها بعض المشاكل والتحديات.
وطالب سماحته بتفعيل الثقافة وذلك بمعرفة غايات البناء الأسري، وأهدافه، فالزواج لا يتلخص في إشباع الغرائز الجنسية.
وأضاف: إن معرفة الوظائف والمسؤوليات الأسرية، وما هي الواجبات والحقوق تساعد على التعاطي السليم بين أفراد الأسرة.
وعن دور القراءة في حياة الأسرة قال سماحته: البحث والقراءة في مسائل الأسرة تعطي الفرصة لادراك خلفيات العلاقات الأسرية والتعامل مع تحدياتها.
وتابع: إن فهم الآخر الأسري، وأنه ليس نسخة مشابهة، يحمي من توقع ذوبان الآخر فلكل طرف شخصيته الخاصة وتفهم ذلك يؤدي إلى نجاح العلاقة الأسرية.
وأوضح أن المشاكل متوقعة، فيجب الاستعداد لتفاديها.
وأبان أن الثقافة والمعرفة لا تنتج بالضرورة ممارسة ناجحة بلا إرادة وقرار بتفعيل هذه الثقافة.
وتحدث سماحته عن ملاحظة الجانب الروحي في الحياة الأسرية، ومراقبة الله في الأفعال والأقوال، وأن الإنسان محاسب على تقصيره وإساءته للآخرين، وخاصة للقريبين منه، حيث لا يُعفى عن التقصير تجاههم.
وطالب الشيخ الصفار تفعيل صفة «التواصي الاجتماعي»، بأن يتواصى الناس فيما بينهم، لتقوية الروابط الأسرية النفسية والسلوكية.
وقال: إن جمل مثل «زوجتك لها حق عليك»، أو «لا تهمل أهلك»، «يجب ألا يكون عملك على حساب عائلتك» هي هدايا يقدمها الصديق لصديقه، وبالنسبة للزوجة كذلك.