الشيخ الصفار: ثمن دماء الشهداء تجفيف منابع الإرهاب
دعا الشيخ حسن الصفار لاستثمار الحدث الكبير الذي جرى في قرية الدالوة، وأن يكون ثمن دماء الشهداء تجفيف منابع الإرهاب والتطرف والتكفير.
وقال سماحته علينا أن نعمل جميعا لكي لا تضيع هذه الدماء الطاهرة هدراً، وأن نبحث عن أفضل استثمار يخدم المجتمع والوطن.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته في مخيم المعزين في قرية الدالوة في الاحساء يوم الاثنين 17 محرم 1436هـ الموافق 10 نوفمبر 2014م.
وأبان سماحته أن تحقق الفائدة واستثمار هذه الدماء الزكية لا يكون إلا بالوقوف في وجه الإرهاب الذي عاث في بلاد المسلمين وشوه سمعة الإسلام في العالم.
وتابع: لا بد من تضافر الجهود والقوى في مواجهة هذه التيارات المتطرفة التي طال تخريبها كل البلدان، وذلك بتجفيف منابع ثقافة التكفير، والكراهية.
ودعا الشيخ الصفار لتضافر جهود المخلصين من أبناء الوطن للوقوف في وجه هذه الثقافة المدمرة قبل أن تستشري فلا تبقي ولا تذر.
وقال: إن الإرهاب لم يأت من فراغ، وإنما كانت له أرضية هي الفكر المتطرف الذي نما فيه وأصبح سبب كل هذا البلاء الخطير والعظيم على الأمة والدين.
وأوضح أن أهم ما يجب السعي له هو استثمار هذه الدماء، وتوظيف هذا التعاطف الوطني الذي حصل بعد هذه الحادثة المروعة.
وأضاف: لا بد من توظيف هذا التفاعل الوطني الرائع من اجل تصليب الوحدة الوطنية، ووضع حد لهذه التوجهات الإرهابية المتطرفة.
وأشاد سماحته «بأهالي الاحساء الكرام الذين بيضوا وجوهنا على مستوى الوطن ومستوى العالم بأدائهم الوطني والإسلامي والوحدوي، وهو موضع افتخار واعتزاز من الجميع».
وأبان أن هذه الحادثة أظهرت لأبناء الوطن والعالم مدى الطيب والصدق الذي يكمن في نفوس المؤمنين في الاحساء.
يذكر أن عدداً من الإرهابيين أطلقوا الرصاص في ليلة العاشر من المحرم على حسينية المصطفى بقرية الدالوة في الاحساء مما أدى إلى استشهاد 8 من المشاركين وإصابة عدد آخر.
وسبق أن اصدر الشيخ الصفار بيانا أكد فيه أن المتطرفين الإرهابيين الذين استهدفوا قتل أبرياء في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء, إنما أرادوا تفجير النسيج الاجتماعي الوطني، وإشعال الفتنة الطائفية .
وقال: «إن الردّ المطلوب على هذه الجريمة النكراء، هو تعزيز التلاحم والتعايش الوطني، بنشر ثقافة التسامح، وتجريم التحريض على الكراهية، وإدانة الشحن الطائفي» .
وأشار الشيخ الصفار إلى أن ضحايا هذا العدوان الأثيم نحتسبهم عند الله تعالى شهداء أبرار، ونسأل الله تعالى لهم المغفرة والرضوان ورفيع الدرجات، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، ويعوضهم بخير الدنيا والآخرة، مشيداً بموقف أهل الأحساء ووطنيتهم, حيث أثبتوا ما كان متوقعاً منهم، وما هو معروف في تاريخهم من التسامي على الجراح، ونضج الوعي الديني والوطني، والتمسك بنهج التعايش والتسامح.
لقراءة البيان: : http://www.saffar.org/?act=artc&id=3424