الشيخ الصفار: بالتنمية العادلة نحمي مجتمعاتنا من الاضطرابات
- ويرى أن بيئة التهميش والفقر تنتج حالات التمرد والعنف والإجرام.. وهذه سنة في كل المجتمعات.
- ويقول إن هدف بعثة الأنبياء هو تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس.
أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار اندلاع الاضطرابات في المنطقة العربية إلى إخفاق دول المنطقة في تحقيق التنمية العادلة وبقاء ثلث المواطنين العرب تحت خط الفقر ونهباً للتهميش والبطالة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 1 جمادى الأولى 1436ﻫ الموافق 20 فبراير2015م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن «السبب الرئيسي والأساس» في انتشار الاضطرابات في المنطقة العربية يعود إلى «الإخفاق في تحقيق التنمية العادلة.. لقد أخفقت هذه الدول في تحقيق تنمية عادلة لمجتمعاتها».
وتابع القول أنه لا ينبغي أن يكون مستغربًا اندلاع الاضطرابات في ظل وجود مئة مليون عربي تحت خط الفقر من أصل ثلاثمائة مليون نسمة في بلاد حباها الله بالخيرات والثروات.
ومضى يقول أمام حشد من المصلين أن الفئات الاجتماعية المهمشة والواقعة تحت الضغط قد يدفعها ذلك إلى التحرك والمطالبة بحقوقها بمختلف السبل وبما ينعكس سلبا على استقرار المجتمعات.
ورأى سماحته بمناسبة اليوم العالمي للتنمية العادلة ـ العشرون من فبراير ـ أن تحقيق التنمية المتوازنة في المجتمعات العربية هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن، والتخلص من الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.
وقال الشيخ الصفار إن الناس جميعا شركاء «ولا يصح أن تستأثر فئة بالامتيازات والإمكانات على حساب الفئات الأخرى».
وخلص إلى القول «أن تحقيق العدالة الاجتماعية هو الذي يحمي المجتمعات من الاضطرابات».
وأشار سماحته إلى أن مختلف التقديرات تشير إلى ارتباط وثيق بين البؤر التي تعاني الفقر والتهميش وانتشار البطالة وبين الجريمة باندلاع الاضطرابات المخلة بالأمن والاستقرار.
وشدد على القول «أن العلاج يكمن في تحقيق التنمية العادلة ومعالجة مشاكل الناس».
وأوضح أن «بيئة التهميش والفقر تنتج حالات التمرد والعنف والإجرام.. وهذه سنة في كل المجتمعات».
وأضاف القول أنه لا ينبغي أن تكون في المجتمع فئة مهمشة تعيش درجة ثانية في واقعها الاجتماعي بسبب انتمائها العرقي أو القومي أو الديني والمذهبي.
ورفض الشيخ الصفار التمييز بناء على الجنس الذي يحرم المرأة من حقوقها الأساسية في التعليم والعمل والمشاركة في الشأن العام.
وقال سماحته إن العدالة ينبغي أن تنسحب على العمالة الوافدة التي لا ينبغي أن تعيش «حالة من الدونية الاقتصادية والحقوقية.. هؤلاء العمال بشر وينبغي أن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية».
وشدد سماحته بأن هدف بعثة الأنبياء ونزول الكتب السماوية هو تحقيق العدالة الاجتماعية في بني البشر.
ومضى سماحته يقول إن تحقيق الأمة الإسلامية لهدف الرسالات السماوية لن يتسنى إلا عبر «القسط» بين الناس وليس بناء المساجد بينما يبقى التهميش والحرمان والتخلف يعشش في أوساط معظم شعوب الأمة.