مؤبنا الدكتور راشد المبارك
الشيخ الصفار: قيمة العالِم بما يقدم لدينه ووطنه ومجتمعه
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إنما يقيّم العالِم والمثقف بما يقدم لدينه ووطنه ومجتمعه من مشاريع وافكار نهضوية بناءة. وأن يكون سلوكه انعكاساً لأفكاره، وتطبيقاً لما يدعوا له.
وقال مؤبناً الدكتور راشد المبارك «رحمه الله» في مجلسه يوم الخميس ليلة الجمعة 29 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 19 فبراير 2015م، أن هذه الصفات وغيرها اجتمعت في شخصية الدكتور راشد المبارك «رحمه الله»، الذي كان عالماً وأديباً ومثقفاً، وعرف بتواضعه وسعيه في خدمة الناس.
واشاد الشيخ الصفار باهتمام الراحل بقضايا الأمة الكبرى، وانشغاله بها، دون تخليه عن دوره الثقافي والاجتماعي.
وأوضح أن من أهم مميزات الدكتور المبارك خدمته للناس، وسعيه في قضاء حوائجهم مستعيناً بمكانته الاجتماعية وعلاقاته مع المسؤولين.
وأبان أن الدكتور المبارك من الشخصيات المتميزة فهو عالم في العلوم الطبيعية (الكيمياء والفيزياء)، وله مؤلفات وبحوث في هذا المجال، لكن التخصص لم يحبسه عن الأدب والثقافة، فهو قارئ وكاتب مبدع في مجالات مختلفة.
وأضاف: فإلى جانب تخصصه تراه مهتما بالثقافة والأدب والفلسفة، فقد كتب «فلسفة الكراهية» ناقداً لحالة الكراهية المتفشية في المجتمع، وكتب عن «شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة».
وتابع: وقراءاته الدينية قراءة واسعة، تدل على وجود حالة من الحيوية والانفتاح الفكري عنده «رحمه الله».
وأشار سماحته لما كان يتحلى به الراحل من خلق رفيع وتواضع جمّ، «فمع قيمته العلمية، ومكانته الاجتماعية، الا أنه لم يتعالى على أحد، بل كان مجلسه مفتوحاً للقريب والبعيد».
وعن أحديته قال الشيخ الصفار: إن من معالم التميز في حياة الدكتور المبارك هذا الصرح العلمي والثقافي الكبير الذي عرف بـ «أحدية المبارك».
وتابع: هذه الأحدية جسّدت التنوع والتعايش عملياً من خلال الحضور والضيوف من النخب ورجال المجتمع من مختلف التوجهات والافكار، مشيداً بتنوع ما يطرح فيها أيضا من مواضيع.
وأبان أن الاستضافات في الأحدية كانت متنوعة وغير مؤطرة في سياق محصور من الأسماء والشخصيات، والتنوع كان عنواناً واضحاً للضيوف الرئيسيين -المتحدثين-، وكذلك بالنسبة للضيوف الحاضرين.
وسرد سماحته بعض القصص عن أول لقاء كان بينهما عام 1417هـ في القطيف، ثم اللقاءات في الرياض، فقد كان لسماحة الشيخ الصفار في أحدية المبارك ثلاث مشاركات، كما كانت للدكتور المبارك ثلاث زيارات ومشاركات في مجلس الشيخ الصفار في القطيف.
هذا وقد شارك سماحة الشيخ الصفار في العزاء الذي اقيم للدكتور راشد المبارك من قبل أسرته الكريمة في الأحساء مساء يوم السبت 1 جمادى الأولى1436ﻫ الموافق 22 فبراير2015م، وقد كان في استقباله عضو هيئة كبار العلماء الدكتور الشيخ قيس المبارك وبعض أبناء الفقيد وأعيان الأسرة الكريمة، وكان برفقته الدكتور صادق الجبران والشيخ حسين الرمضان والشيخ حسن ابوخمسين والشيخ عبدالخالق الحاجي والسيد علي الموسى وعبدالباري الدخيل.