الشيخ الصفار في اللقاء السنوي لأمانة الحقوق الشرعية:
الحالة الدينية تتأثر بالواقع الاجتماعي ولم تهبط من المريخ
في الملتقى السنوي الذي يعقده مكتب الشيخ حسن الصفار لعرض تقرير أمانة الحقوق الشرعية والأنشطة الثقافية والاجتماعية، قدم الشيخ الصفار رؤية حول تقويم واقع الحالة الدينية في المجتمع، مؤكداً على ضرورة الشفافية والوضوح في العلاقة بين الجهات الدينية والجمهور، داعياً المتصدين لقيادة النشاط الديني للتعاون فيما بينهم، وللانفتاح والتكامل مع سائر الجهات والمؤسسات الفاعلة في المجتمع.
وقد استعرضت أمانة الحقوق الشرعية تقريرها السنوي لعام 1435ﻫ الذي يرصد الوارد من الحقوق الشرعية، والصادر الذي يصرف لمساعدة المحتاجين ودعم الجمعيات الخيرية والأنشطة الدينية والثقافية في المجتمع، تلاه تقرير توثيقي لأهم مشاركات الشيخ الصفار الاعلامية والثقافية والاجتماعية لذات السنة.
وقد حضر اللقاء الذي انعقد مساء يوم الجمعة ـ ليلة السبت ـ 5 رجب 1436ﻫ الموافق 24 ابريل 2015م جمع من العلماء والمثقفين ورجال الأعمال، وفيما يلي مقتطفات مما جاء في كلمة الشيخ حسن الصفار:
تواجه مجتمعاتنا تحديات كثيرة في المجالات المختلفة، وتحفزها تطلعات وآمال لتجاوز واقعها المتخلف، في هذا السياق من الطبيعي ان تتعدد الآراء والتوجهات في تلمس طريق الخلاص والنجاة
والحالة الدينية بما لها من عمق وجود وتأثير في هذه المجتمعات، تجد نفسها في غمرة هذه المساعي ومخاض هذه التحولات لا تستطيع أن تكون بعيدة منعزلة، ولا يمكنها أن تكون بديلة عن مجتمعاتها، ولا متجازوة لسلبيات الواقع بحكم بشريتها.
هناك توقعات من الحالة الدينية في مجتمعاتنا بما يفوق امكانياتها وقدراتها في كثير من المواقع والأحوال، وتقدمها في مكان بفعل تقدم البيئة التي تعيش فيها، لا يعني امتلاكها لنفس المستوى في سائر الأمكنة، من هنا لا بد من الواقعية والموضوعية في تحديد دور المؤسسة الدينية، حتى لا تُحمّل فوق قدرتها، ولا تندفع هي اكثر من إمكاناتها، ولا تبالغ في دورها.
الحالة الدينية كسائر قوى المجتمع تماثلها في حداثة عهدها بالتصدي وتحمل المسؤولية الاجتماعية، وتفاجؤها الأحداث والتحديات، وتفتقد المأسسة والتنظيم، والوحدة والانسجام، وبالتالي تعاني من كل سلبيات الواقع الاجتماعي، فهي ليست من خارجه ولم تهبط من المريخ.
هناك محاولات ومساع للإصلاح والتطوير تصارع التحديات، وتعترضها العقبات والنكسات، وتشوبها الاخطاء والثغرات، هذه المساعي بحاجة لوقفات التأمل والمراجعة، وبحاجة إلى التلاقي مع سائر الجهود في المجتمع لتتكامل وتتقاسم مهمة الاصلاح والتصدي للمسؤولية الاجتماعية.
ونحن في هذا المجتمع وهذه المنطقة نعتبر انفسنا جزءًا من مساعي الإصلاح والتطوير، لا يسمح لنا وجداننا ولا فهمنا للدين بالتراجع والتخلي عن ا لمسؤولية، مهما كانت الصعوبات.
قد ننحني أمام بعض العواصف، وقد نعيد النظر في بعض الاجتهادات، وقد ننكمش في بعض الأحيان، حينما تفرض علينا الظروف ذلك وتقتضيها المصلحة العامة، ولكن لا نتخلى عن مسؤولياتنا الدينية والاجتماعية.
نؤمن بعمق بضرورة التعاون والتكامل مع كل القوى والاتجاهات في مجتمعاتنا، ولا نرى اختلاف الرأي عائقًا ولا مانعًا عن الاجتماع على المشتركات، وخدمة المصالح العامة للمجتمع، كما نشعر بالحاجة لدعم كل الواعين وننفتح على كل الطاقات في المجتمع.
لذلك نستعرض تجربة عملنا بكل تواضع، معترفين بالتقصير أمام الله وأمام المجتمع، راجين رفدنا بالدعم والملاحظات والمقترحات.