الصفار ناعيا الغراش: قضى عمره في خدمة الدين والعلم والمنبر الحسيني
نعى الشيخ حسن الصفار الراحل الشيخ إبراهيم الغراش واصفاً إياه بالأستاذ الذي قضى عمره في «خدمة الدين والعلم والمنبر الحسيني» وتقدم «لأسرته الكريمة ولعلماء المنطقة وجميع المؤمنين بأحر التعازي» بهذه المناسبة.
وكان الشيخ الصفار كتب عن الراحل الغراش مقالاً بعنوان (كلمة وفاء في حق الأستاذ العلامة الشيخ إبراهيم الغراش) لينشر في مجلة (نبض الأمة).
وأبان في المقال أنه: رافق العلامة الشيخ الغراش بضع سنوات في مقتبل حياته العلمية الدراسية، وتتلمذ على يديه في مبادئ الفقه وعلوم اللغة العربية.
وقال: اكتسبت منه عشق اللغة والدقة في مراعاة القواعد النحوية عند التحدث والخطاب، حيث كان شديد الملاحظة والاهتمام في هذا الجانب، ليربي تلامذته والمحيطين به على الالتزام بما يدرسونه من قواعد النحو في كلامهم وحديثهم الخاص والعام.
وتابع: كان الشيخ الغراش يفتقد القدرة على القراءة والمطالعة لضعف بصره، كنت أقرأ عليه ما يحتاج من الكتب في دراسته وتحضيره لخطابته، فيوقفني عند كل كلمة أخطئ في تشكيلها ونطقها بشكل صحيح، ويمتحنني في إعراب بعض الكلمات والجمل، فكانت استفادتي منه في هذا المجال كبيرة لا تقدّر بثمن.
وأضاف: لقد درست على يديه في النحو كتاب (الأجرومية) لابن آجروم الصنهاجي، ومعظم شرح (قطر الندى وبل الصدى) لابن هشام حيث كانت تُعتمد دراستهما في الحوزة العلمية.
وعن ترافقهما في النجف قال الشيخ الصفار: برفقة الشيخ الغراش سافرت مع والدي إلى النجف الأشرف، حيث تركني تحت رعاية الشيخ الغراش، فأسكنني معه في البيت الذي استأجره في شارع زين العابدين، وتعامل معي كأحد أفراد عائلته، حيث كانت معه والدته وزوجته وابنه البكر زهير وكان في الثالثة من عمره.
ووصف الشيخ الغراش بأنه كان عاشقاً للشعر والأدب الكلاسيكي، فكان يطرب لشعر المتنبي، ويتغنى بشعر أبي فراس الحمداني، ويلهج بروائع الشعر الحسيني وخاصة من قصائد السيد حيدر والسيد جعفر الحلي.
وتابع: كما كان مغرماً بشعر إيليا أبي ماضي وخاصة (الطلاسم) والتي يحفظها عن ظهر قلب، إعجاباً منه بمستواها الأدبي ومحتواها الفلسفي المثير للأذهان، حيث يناقش ويرد على بعض التساؤلات والإشكالات التي تثيرها.
وأشار إلى أن ألفية ابن مالك كانت حاضرة دائماً وأبداً في ذهنه وعلى لسانه، يستشهد بمقاطعها عند كل مسألة نحوية.
لقراءة المقال: