الشيخ الصفار يدعو إلى مزيد من الوعي والتلاحم في مواجهة الإرهاب
- ويقول أن الأهالي صنعوا ملحمة وطنية انسانية رائعة في تماسكهم وتعاونهم.
- ويدعو إلى معالجة التراث والخطاب الديني الذي يقدم مادة دينية يستند عليها الإرهاب.
- ويرجع أحد أسباب تنامي الإرهاب في المنطقة العربية إلى الممانعة السياسية تجاه قضايا الاصلاح والتغيير.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار أهالي المنطقة إلى مزيد من الوعي والتلاحم في مواجهة الإرهاب مشيدا في الوقت عينه بما وصفها "الملحمة الوطنية الانسانية الرائعة" التي سطرها الأهالي في أعقاب الاعتداءات الإرهابية الأخيرة.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة (17 شعبان 1436هـ الموافق 5 يونيو 2015م) بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرق السعودية.
وأعرب الشيخ الصفار عن اعتقاده بأن أداء أهالي المنطقة ازاء الاعتداءات الارهابية التي ضربت القديح والدمام وقبلهما الدالوة "كان أداء رائعا فاق المتوقع.. وبهر المراقبين والمتابعين".
وتابع سماحته بأن الأهالي صنعوا ملحمة وطنية انسانية رائعة في تماسكهم وتعاونهم في البذل والعطاء والوعي وحسن الإدارة.
ومضى سماحته في القول أمام حشد من المصلين "لقد صنع أهلنا في الأحساء والقطيف والدمام واحدة من أروع الصفحات التي مرت بهم في ظرف عصيب وحدث أليم".
وقال الشيخ الصفار ان مجتمعنا اليوم يمر بتحد جديد متمثل في آفة الإرهاب "هذه الآفة التي باتت تهدد العالم كله بالخراب والدمار وخاصة ديار المسلمين". داعيا الأهالي إلى مزيد من الوعي والثبات في مواجهة الإرهاب.
وفي السياق أشاد سماحته "بالتعاطف والتضامن الوطني الكبير وصوت العقل والإعتدال" الذي ساند أهالي المنطقة ضد الإرهاب، والذي تمثل في المقالات الصحفية والتغطية الاعلامية والوفود الوطنية التي حضرت لتقديم الأعزاء في ضحايا الإرهاب.
ودعا في مقابل ذلك إلى محاصرة "الأصوات النشاز.. المنحرفة، البغضية والمقيتة" التي تعاضد الإرهاب.
كما وأشاد بما وصفها المبادرات الحكومية في التعامل مع الحدث خصوصا في اعتبار شهداء جامع الامام الحسين في الدمام من شهداء الواجب ومنحهم نوط الشجاعة، قائلا "انهم يستحقون ذلك، وأكثر من ذلك".
وقال الشيخ الصفار أن الشهداء الأربعة الذين انقذوا مئات المصلين في الدمام "فرضوا أنفسهم على الشهادة ولم تفرض الشهادة نفسها علیهم.. رأوا الخطر ماثلا أمام أعينهم فاستقبلوه برحابة صدر لكي يقوا بأجسامهم دماء المصلين وحرمة المسجد".
وأعرب سماحته عن عظيم التقدير للتعاون القائم بين الأهالي ورجال الأمن في حماية المساجد والجوامع وحفظ أرواح المصلين ودرء الخطر عن البلاد برمتها.
وأشاد سماحته في السياق ببيان أهالي الشهداء في القديح الذي شدد على النأي عن أي نزعات انتقامية وأكد على مسئولية الدولة في حفظ الأمن وحماية مصالح المواطنين في كل مكان معللا بأن الاعتداءات هدفها الإضرار بالأمن الوطني برمته.
ودعا سماحته إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت بفضل دماء الشهداء من التلاحم والتفاعل والوحدة الاجتماعية والوطينة.
ارهاب شيطاني ضد كافة البشر
ورفض سماحة الشيخ الصفار تبرير المجموعات الارهابية اعتداءاتها بدوافع طائفية واصفا الفظائع التي ترتكبها تلك المجموعات في مختلف البلاد بأنها "توجه شيطاني ارهابي ضد البشر عامة".
وأرجع جانبا من أسباب تنامي الإرهاب إلى ما وصفها بالممانعة السياسية في المنطقة العربية تجاه قضايا الاصلاح والتغيير.
وأوضح أن هذه الممانعة قادت إلى تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبلوغ المنطقة إلى مرحلة "الإنفجار المزعج والمؤلم الذي تعيشه بلاد المسلمين ويتطاير شرره في العالم كله".
ومضى سماحته في القول أن التلكؤ في معالجة التراث والخطاب الديني ساهم هو الآخر في توفير مادة دينية يستند عليها الإرهاب.
وقال الشيخ الصفار ان المسلمين في حاجة إلى مراجعة القسم الأكبر من تراثهم الديني الذي يقوم على النقولات والآراء البشرية الناتجة عن ظروف بيئتها القديمة.
وأضاف ان التراث الاسلامي "وصلنا محملا بالصراع والنزاعات والاجتهادات والآراء التي كانت تعبر عن زمنها وبيئتها وظروفها وأوضاعها" معتبرا ذلك مادة خصبة تستقي منها الجماعات الإرهابية مقولاتها.
ومضى يقول "لقد فتح الشرع باب الاجتهاد ليعطينا فرصة المراجعة ضمن ضوابط وأسس ومعايير"، معربا عن الأسف ازاء حالة التلكؤ في تنقية التراث.
كما القى سماحته جانبا من المسئولية في تنامي الإرهاب، على الصراعات الإقليمية وتضارب الإرادات الدولية التي تريد الهيمنة على الشعوب.
وقال سماحته بأن الصراعات الإقليمية ربما تكون طبيعية في جزء منها "لولا أنها تستعين بالتوجهات المتطرفة التي أصبحت اداة من ادوات الصراع الاقليمي ومنفذا لدخول القوى الكبرى وفرض السيطرة على الشعوب".
وتابع ان من أبرز اسباب تنامي الإرهاب هو ظهور تيار تكفيري متطرف يرجع بجذوره الى مقولات التراث .
وقال ان جانبا من نتائج التراث المتراكم هو "عودة التيار التكفيري من جديد لينشر الرعب والدمار ويمارس التكفير مع كل من يختلف معهم في الرأي أو الموقف أو التوجه".