الشيخ الصفار يدعو لاخضاع آراء الأسلاف للفحص وعدم اعتبارها وحيًا منزلاً
- ويقول إن ما وافق قيمة العدل نقبله وما كان ظلمًا واضحًا فإننا نرفضه.
- ويضيف أن التحجر وتكريس حالة التخلف هو الذي قاد إلى ظهور جماعات الإرهاب.
- ويقول بأن سوء الفهم للنصوص الدينية قد يدفع إلى تلفيق ما لا يمت للدين بصلة.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى النأي بالأمة عن الانحرافات الدينية، عبر استحضار العقل والقيم الإنسانية الأساسية التي أيدتها الشرائع واخضاع آراء الأسلاف للفحص بعناية وعدم اعتبارها وحيًا منزلًا.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 5 ذو الحجة 1436ﻫ الموافق 18 سبتمبر 2015م بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرق السعودية.
ودعا سماحته إلى استحضار القيم الإنسانية الأساسية التي جائت بها الشرائع من قبيل كرامة الإنسان وقيمة العدل بين الناس «فما وافق قيمة العدل نقبله وما كان ظلمًا واضحًا بحكم العقل والفطرة فإننا نرفضه».
وقال الشيخ الصفار إن أخطر الانحرافات هي الانحرافات التي تأخذ صبغة دينية. معللًا بأنها تشوّه الدين وتستعصي على الإصلاح والتعديل.
وتابع بأن الأمة الإسلامية بمختلف طوائفها ومذاهبها تعاني من مشكلة الانحراف الديني والوقوع في درجة عالية من الغلو والتحجر وتكريس حالة التخلف الذي قاد إلى ظهور جماعات العنف والتطرف والإرهاب وانتهاك الحرمات بإسم الدين.
وحمّل سماحته جانبًا من المسؤولية عن الانحرافات الدينية في الأمة إلى «التشبث بأقوال الأسلاف حتى مع تغير الأوضاع واختلاف الظروف في وقتنا الراهن».
وأوضح أمام حشد من المصلين بأن العلماء الماضين في الأمة ليسوا معصومين ولا ينبغي التعامل مع آرائهم باعتبارها وحيًا منزلاً فقد كانت لهم اجتهاداتهم الناتجة عن ظروفهم لكنها قد تكون اجتهادات خاطئة تمامًا، أو مناسبة لأزمنتهم على أحسن تقدير.
ودعا سماحته إلى اتخاذ مواقف جريئة إزاء تلك الآراء وإعادة النظر فيها متى ما اتضح مخالفتها للقيم ومجافاتها للعدل ووقوعها بالضد من مصالح الناس، وعدم التذرّع بوجود الرواية والنص.
وتناول في السياق موقف العلماء الشيعة الكبار من مسألة تحريف القرآن الكريم وكيف ضربوا بعرض الحائط الكثير من الروايات الدالة على التحريف دون أدنى اعتبار لسندها وطرقها.
وقال الشيخ الصفار إن خطر الانحرافات الدينية ليس مقتصرًا على الأمم السابقة وإنما هو خطر قائم يلاحق جميع الأديان والأمم بما فيها الأمة الإسلامية نفسها.
وارجع ظهور الانحرافات الدينية الشاملة إلى ما وصفه بالاختلاق والوضع ونسبة ذلك إلى الدين لخدمة أغراض ومصالح معينة وتحميل الدين وزر هذه الاختلاقات.
كما اعتبر سماحته سوء الفهم للنصوص الدينية في المقام الثاني من أسباب الانحرافات الدينية.
وتابع بأن سوء الفهم للنصوص الدينية قد يدفع إلى تلفيق ما لا يمت للدين ولا العقل ولا الفطرة السليمة بصلة، ونسبة ذلك كله إلى الدين اعتسافًا.