الشيخ الصفار يدعو إلى جعل عاشوراء محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي
- ويدعو الخطاب المنبري إلى النأي عن التراشق المذهبي بذريعة الرد على الآخرين.
- ويعتبر النزاعات التي تمزق الأمة اليوم نتاج ثقافة التحريض والجدل المذهبي.
- ويقول إن العالم يحتفي بجوائز نوبل ومجتمعاتنا الأكثر احتفاءا بصناعة الموت.
- ويقول لو أن هناك فرعاً في جائزة نوبل مخصص للقتل والدمار لكانت من نصيب المسلمين.
- وينتقد الإهمال والتسيب الدراسي بحجة إحياء المناسبات الدينية.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى جعل مناسبة عاشوراء محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي والمحبة والتعايش واحترام الآخر والنأي عن إثارة الضغائن والأحقاد والانشغال بالجدليات المذهبية العقيمة واجترار القضايا التاريخية المملة.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 25 ذو الحجة 1436ﻫ الموافق 9 اكتوبر 2015م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن النزاعات التي تمزق الأمة الإسلامية اليوم هي نتاج ثقافة التحريض والجدل والعيش في كهوف التاريخ. مضيفاً القول أن هذه الثقافة الطائفية هي التي هيأت الأرضية لاستثمارها سياسياً من قِبل الأعداء والمنتفعين وتجار الحروب.
ودعا الخطاب العاشورائي إلى النأي عن التراشق الطائفي بذريعة الرد على الآخرين حتى لا يقع في ذات الخطأ الذي وقع فيه أولئك.
وقال سماحته «كفى هذه الأمة انشغالاً عن واقعها بالتاريخ الماضي، كفى هذه الأمة إثارةً وتحريضاً على الكراهية بسبب اختلاف المذاهب والآراء».
وأضاف أن الغاية من نهضة الإمام الحسين كانت إصلاح الأمة ولم تكن خطاباته وخطابات أهل بيته تنبش في الخلاف العقدي بمقدار ما كانت تؤصل للقيم الإنسانية والإسلامية النبيلة كالحرية واحقاق الحق والعدالة والمساواة.
ودعا الشيخ الصفار إلى جعل مناسبة عاشوراء محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي والمحبة والتعايش واحترام الآخر والنأي عن اثارة الضغائن والأحقاد والانشغال بالجدليات المذهبية العقيمة واجترار القضايا التاريخية المملة.
وبمناسبة قرب مناسبة عاشوراء حثّ سماحته الجميع على الاقبال وتكثيف المشاركة في المجالس والمواكب الحسينية مشددًا على ضرورة التزام الحذر وأخذ الاحتياطات والتنسيق مع الجهات الرسمية اضافة إلى التقنين والترشيد.
ودعا أمام حشد من المصلين إلى مزيد من التنظيم والترشيد على كل المستويات المحيطة بالاحتفالات والانشطة الدينية وعدم ترك الأمور على الغارب.
وينتقد التسيب الدراسي بحجة الشعائر
وحثّ الشيخ الصفار خطباء المنبر الحسيني على تعزيز حبّ العلم والالتزام في نفوس الجيل الجديد معلللًا بأن قوة أي أمة أو جماعة تأتي بمقدار الكفاءة العلمية وروح المعرفة لدى أبناءها.
ودعا إلى التأكيد على أبناء المجتمع التوجه نحو التحصيل العلمي «لأن هذا هو الميدان وهو الذي يأمر به الدين وهو الذي يسر أهل البيت».
ومضى يقول إن قوة الأمم لا تتسنى بالشعارات ولا التمنيات ولا الصراخ أو الإنشغال بالأمور الثانوية.
وانتقد سماحته الإهمال والتسيب الدراسي الذي يبديه بعض الطلبة في مناطقنا بحجة إحياء المناسبات الدينية.
وقال إن مثل هذا التسيب بحجة إحياء الشعائر الحسينية لا نجده حتى في أعرق الحواضر الشيعية في العراق ولبنان وإيران التي تقتصر فيها العطلة المدرسية على يومي التاسع والعاشر من محرم.
وأضاف أن ما يسر أهل البيت هو التزام أبناءنا وتفوقهم في العلم والمعرفة والجدية في الدراسة والعمل لا التسيب والاهمال تحت دواع واهية.
وفي السياق حثّ سماحته الأهالي على المضي قدما في ابتعاث الأبناء للدراسة في الخارج على الحساب الخاص فيما لو لم تتسنى السبل الأخرى للإبتعاث. معللا بأن «أفضل استثمار هو في تربية الأبناء على العلم والمعرفة».
الأمة الأكثر انتاجًا للعلم هي الأكثر قيمة وتأثيرًا
وقال الشيخ الصفار «إن الأمة الأكثر انتاجا للعلم هي الأكثر قيمةً وتأثيراً في واقع الحياة بينما الأمة التي ينخفض أو ينعدم مستواها العلمي فإن قيمتها وتأثيرها يكون معدوماً».
واعتبر حيازة العلماء المسلمين بالكاد على واحد بالمئة من جوائز نوبل مؤشراً على تراجع المستوى العلمي عند المسلمين الذين يناهز تعدداهم المليار ونصف المليار نسمة.
وأشار سماحته في مقابل ذلك إلى حيازة العلماء اليهود على نحو 20 بالمئة من جوائز نوبل مع أن اليهود بأجمعهم لا يتجاوزون 22 مليون نسمة في كل العالم.
وأرجع التراجع العلمي في العالم الإسلامي إلى انشغال الأمة بالحروب المدمرة والفتن الطائفية والنزاعات والجدل العقدي العقيم.
وتهكم بالقول لو أن هناك فرعاً في جائزة نوبل مخصص للقتل والدمار والتخريب لكانت من نصيب المسلمين.
وقال إن ما يجب أن يستوقف هذا الجيل لتغيير المسار هو التفكير في سبب انصراف الأمة عن العلم وانشغالها بالحروب والدمار والنزاعات والفتن.
وتابع أن مجتمعاتنا باتت الأكثر احتفاءاً بصناعة الموت والدمار حيث لم تكتفِ الفئات المتحاربة بالقتل وحرق الأحياء وتفجير الأبرياء بل استفادت من أحدث وسائل التكنولوجيا في توثيق فظايعها وجرائمها تلك والتفاخر بها أمام العالم.
وأسف لاتساع رقعة الزاعات الناشبة والتفاخر بالقتل والتدمير بين الفئات والحكومات والمجموعات المتنازعة التي باتت الأمة تدفع أثمانها الباهظة دماءً ودماراً في نهاية المطاف.
واستغرب من ممارسة جميع الأطراف القتل والتدمير تحت صيحات الله أكبر بما في ذلك ارتكاب التفجيرات في أوساط الأبرياء.