الشيخ الصفار يحثّ على تعميق التسامح على مستوى الأفراد والحكومات
- ويقول إن التسامح ليس مسألة أخلاقية بل نهجاً سياسياً ينبغي أن تلتزم به الدول.
- ويأسف إلى تعليم الطلاب في مجتمعاتنا على كراهية أتباع العقائد الأخرى.
- ويقول إن الخطاب الديني بات يتجاهل مشاكل الناس ويركز على تعبئة الأتباع بالكراهية.
- ويقول لا ينبغي أن نستغرب خروج أفواج الإرهابيين في مجتمعاتنا.
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على تعميق مفهوم التسامح على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات والجماعات والتزام قيم العيش المشترك والتفرغ للتنمية والتقدم.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 1 صفر 1437ﻫ الموافق 13 نوفمبر 2015م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وأسف الشيخ الصفار لمرور مناسبة اليوم العالمي للتسامح المصادف 16 نوفمبر فيما تغرق الأمة في «حالة بشعة من الإحتراب والتطاحن».
وأضاف أمام حشد من المصلين أنه لا يكاد يمر يوم على مجتمعاتنا دون وقوع فظائع انسانية وآخرها ما حدث من تفجير انتحاري في ضاحية بيروت الجنوبية ليل أمس وراح ضحيته عشرات الأبرياء.
وقال سماحته إن التسامح في مفهومه الإنساني المعاصر يعني الإقرار بالتنوع واحترام توجهات الناس الدينية والثقافية والحضارية.
وتابع أن التسامح لم يعد مجرد مسألة أخلاقية بقدر ما بات نهجاً سياسياً وقانوناً وثقافة وبيئة حاضنة ينبغي أن تلتزم بها الدول والمجتمعات .
ومضى يقول إن البيان العالمي للتسامح يفرض أن تحترم كل حكومة التنوع القائم بين مواطنيها على مستوى الأديان والعقائد والتوجهات ورفض النظر إلى المواطنين على أساس أفكارهم ومعتقداتهم.
وأسف الشيخ الصفار إلى تعليم الطلاب في مجتمعاتنا على كراهية أتباع الأديان والعقائد الأخرى عوضا عن تربيتهم على احترام عقائد وأفكار الآخرين.
وقال أننا لا ينبغي أن نستغرب خروج أفواج الإرهابيين في مجتمعاتنا معللا «بأننا نحن الذين زرعنا البذرة في نفوسهم من خلال التعليم على التعصب والتحريض على الغير».
وعلى المستوى الديني قال سماحته إن الخطاب الديني بات يتجاهل مشاكل الناس الحقيقية في مقابل التركيز على تعبئة الأتباع وشحنهم بالكراهية ضد الأطراف الأخرى.
وتابع أن التعبئة الطائفية المتبادلة هي التي تخلق الأجواء لنشوء التوجهات التعصبية والظواهر الإرهابية.
وفي السياق أعرب عن الأسف ازاء تحول حوادث صغيرة إلى قضايا كبرى من قبيل استخدام موظفة نغمة دينية في هاتفها الجوال أو احتفاظ سائق تاكسي فقير برمز ديني في سيارته.
ومضى سماحته يقول إن هذه السلوكيات الرافضة للتسامح لم تأت من فراغ بقدر ما جاءت نتيجة أجواء وتربية وحالة اجتماعية باتت تفرز هذه الأمور.
وحثّ على العودة إلى المبادئ الدينية النقية وتعميق مفهوم التسامح على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات والجماعات، والتزام قيم العيش المشترك، والتفرغ للتنمية والتقدم على غرار الأمم والمجتمعات المتحضرة.