الشيخ الصفار يدعو الحسينيات لتبني طباعة الكتب ضمن برامجها وميزانياتها
طالب الشيخ حسن الصفار أن تأخذ مسألة الكتاب دورها في مراسيم الاحتفاء بمناسبة عاشوراء العظيمة وسائر المناسبات، وأن تتبنى كل حسينية وموكب طباعة كتاب عن الإمام الحسين لما لذاك «من أثر ثقافي وعلمي الكبير».
وتابع: لا بد أن يأخذ الكتاب الحسيني طباعةً ونشرًا دوره في مراسيم الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة «إذ لا يزال الإقبال عليه محدودا وليس بالمستوى المطلوب».
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامته في حسينية العسيف بالشويكة لجنة الإمام الجواد بالقطيف لتكريم 83 كاتبًا مشاركًا في كتاب «في كربلاء» الذي تصدره اللجنة كل عام، مساء الجمعة/ ليلة السبت 7 صفر 1437هـ الموافق 20 نوفمبر 2015م.
وقال الشيخ الصفار كل جهد يبذل في إحياء ذكرى سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين فهو جهد مقبول ومشكور عند الله تعالى إن شاء الله، ونحن نعتقد أن استمرار خط ومدرسة أهل البيت رهن بهذا النشاط وهذه الجهود التي تبذل في إحياء ذكرى الحسين.
ودعا سماحته إلى الأخذ برواية: «إذا رأيت الناس قد أقبلوا على كثرة العمل فاقبـِـل على صفوة العمل»، «فهناك أعمال يقبل عليها الكثيرون ويقومون بها، وهي ميسورة والأجواء جاهزة ومهيئة للتفاعل معها، وهناك أعمال لا يقوم بها إلا عدد محدود من المجتمع والتفاعل معها في الغالب يكون محدودًا».
وأضاف: من تلك الأعمال التي لا تجد لها تجاوبًا كبيرًا في المجتمع مسألة الكتابة والكتاب.
وتابع: في أيام عاشوراء يبذل المؤمنون الكثير من المال والوقت والجهد في إحياء هذه المناسبة، وهذا جهد مشكور ويتطلع الجميع للأجر من الله تعالى، وفي كل مجلس هناك خطابة وإطعام غالبًا أو على الأقل هناك ضيافة بالمرطبات.
وتسائل سماحته: لماذا لا يكون جزءًا من برنامج كل مأتم وحسينية وموكب عزاء أن تطبع كتابًا؟ ولماذا لا ترصد كل حسينية مبلغًا لطباعة كتاب، وإذا صار جزءًا من مصرف الحسينية يجوز الصرف عليه حتى من الوقف.
ودعا لتخصيص ميزانية للكتاب كما تخصص ميزانية للخطيب وللإطعام ولصيانة المأتم ونفقاته المختلفة.
وأوضح أن هذا العمل هو ما يجب أن يتوجه له الواعون المخلصون من أبناء المجتمع، فطباعة الكتاب ونشره اليوم سهل يسير، ولو تبنت نصف حسينياتنا طباعة كتاب كل عام فإنها ستنتج حراكًا ثقافيًا كبيرًا، حيث تقدر المآتم في محافظة القطيف بالمئات.
وأشار الى أن طباعة الكتاب ونشره تحدث حراكًا فكريًا وثقافيًا، هناك مؤلف يؤلف، وناشر ينشر، وقارئ يقرأ، وهذا يقوي حركة الفكر والثقافة في المجتمع، ويخدم قضية الإمام الحسين ، والقضية الدينية التي هي قضية الإمام الحسين.
وعن طباعة الكتاب في الماضي قال سماحته: كانت الطباعة في الماضي مكلفة وتعتبر انجازًا كبيرًا وكانت هناك عقبات أمام توفير الكتاب ونشره.
واستشهد بما كان يبذله الشيخ علي المرهون «إذ كان يصرف وقتًا طويلًا في متابعة طباعة كتب وتراث البلد، وكان يشكوا معاناته الدائمة مع المطابع ومتابعة الكتاب» مضيفًا أما الكتاب الآن فتوفيره أمر سهل ميسور.
وأشاد الشيخ الصفار بالعاملين في لجنة الإمام الجواد الذين سنوا هذه السنة الحسنة في البلد، وهذا عمل جيد، لكن المطلوب دعم هذا البرنامج وتوسعة رقعة القيام به.
وأبان أن طباعة ألف نسخة أو ألفين من كتاب عن الحسين لا تكفي، فعدد سكان القطيف على الأقل 600 ألف، ومعظم نساء ورجال المنطقة يقرؤون، حيث تلاشت نسبة الأمية إلى حدٍ كبير، فنحن مطالبون بتوفير كتاب عن الإمام لكل فرد من أفراد المجتمع.
وتابع: إذا كان القراء في المنطقة 100 ألف فنحتاج إلى 100 ألف نسخة، وبحاجة إلى زيادة كمية الكتاب، وأن يطبع قبل عاشوراء، وأن يكون متوفرًا لكل الحسينيات والمواكب.
وطالب المجتمع أن يعمم هذه التجربة، وأبدى تعجبه لعدم استنساخ هذا المشروع في مدن وقرى المحافظة، رغم أهمية الكتاب، وأهمية الحديث عن الإمام الحسين ونهضته، مقارنًا ذلك باستنساخ برامج أخرى كالمضايف التي انتشرت بسرعة.
وختم الشيخ الصفار كلمته بشكر القائمين على هذا المشروع وعلى استمراريتهم، آملًا أن تستمر وان يتسع نطاق النشر والطباعة، وشكر الكتاب والمشاركين داعيًا لهم بالأجر والمثوبة.
وتضمن الحفل كلمة للشيخ عبدالغني العباس وكلمة لعضو اللجنة أخصائي التغذية العلاجية رضي منصور العسيف، ومشاركة شعرية للشاعر حسين الجامع بقصيدة بعنوان: «تراتيل الطف»، كما تم تكريم الكتاب المشاركين.