الشيخ الصفار: الجماعات المتطرفة أفسدت العلاقة بين المسلمين والشعوب الأخرى
- وينتقد النصوص التراثية «المخجلة من الناحية الإنسانية» إزاء العلاقة مع الديانات الأخرى.
- ويقول إن هناك فرقًا بين معارضة الموقف السياسي للحكومات الغربية والعلاقة مع شعوبها.
- وينتقد حرمان المسيحيين العاملين في بعض البلاد العربية والإسلامية من الاحتفاء بمناسباتهم الدينية.
حمّل سماحة الشيخ حسن الصفار الجماعات المتطرفة المسؤولية عن إفساد العلاقة بين المسلمين والشعوب الأخرى «إما لجهل وحماقة أو لأنها مدفوعة من جهات مغرضة».
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 14 ربيع الأول 1437ﻫ الموافق 25 ديسمبر 2015م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن الهجمات الإرهابية التي طالت الأبرياء في الغرب «حرّفت العلاقة بين المجتمعات الإسلامية والشعوب الغربية حتى بلغت الآن مرحلة حرجة».
ومضى يقول إن الوجود الإسلامي في الغرب أصبح مثيرًا للقلق على نحو غير مسبوق نتيجة أفعال الجماعات الارهابية بحق الأبرياء هناك.
وتابع سماحته أمام حشد من المصلين بأن الجماعات المتطرفة أخذت على عاتقها مهمة إفساد العلاقة بين الشعوب الاسلامية والشعوب الأخرى «إما لجهل وحماقة أو لأنها مدفوعة من جهات مغرضة».
وقال الشيخ الصفار إن هناك فرقًا بين معارضة الموقف السياسي للحكومات الغربية والعلاقة مع الشعوب الغربية المسيحية، رافضًا الخلط بين الأمرين.
وتابع أن مناوئة الحكومات الغربية سياسيًا «أمر متفهم»، غير أنه من المرفوض قطعًا ارتكاب أفعال العدوان بحق المواطنين الأبرياء من شعوب تلك الدول.
وضمن التداعيات أشار سماحته إلى تكوّن رأي عام غربي مناهض لوجود المسلمين في البلاد الغربية ضاعف منه دفع اللوبيات الصهيونية واليمين المتطرف.
وينتقد النصوص التراثية «المخجلة»
وحمّل الشيخ الصفار جانبًا من التراث الإسلامي لدى مختلف المذاهب والمدارس الفقهية المسؤولية عن وجود آراء سلبية لا تساعد المسلمين على النظر باحترام والعيش بسلام مع أتباع الديانات الأخرى.
وقال إن العلاقة الإسلامية المسيحية ظلت طويلًا محكومة بنصوص تراثية «مخجلة من الناحية الإنسانية» بعضها موضوعة وأخرى جرى إساءة تفسيرها.
وحثّ سماحته على إعادة النظر في نصوص من التراث الإسلامي على صعيد العلاقة مع الديانات الأخرى.
وتابع بأن في التراث الإسلامي ما يخلق الأرضية للعداء مع الآخرين والإساءة إليهم، ومن ذلك إساءة الفهم لآيات الجهاد في الإسلام.
ورفض في السياق الدعاء بالهلاك على «جميع» اليهود والنصارى، مشددًا بأن الدعاء ينبغي أن يكون موجهًا ضد المعتدين والظالمين.
وانتقد على نحو لاذع حرمان المسيحيين العاملين في بعض البلاد العربية والإسلامية من الاحتفاء بمناسباتهم الدينية، واصدار الفتاوى بحرمة تهنئتهم بأعيادهم.
وشدد سماحته القول بأن اعتقاد المسلم بأن دينه هو الدين الحق لا يعني بأي حال الإساءة إلى أتباع الديانات الأخرى. داعيًا المسلمين في الغرب على وجه الخصوص إلى إطلاق المبادرات سعيًا وراء تحسين صورة الإسلام هناك.
وفي السياق بارك سماحته للأمة الإسلامية والشعوب المسيحية ذكرى مولد النبي محمد وميلاد السيد المسيح متمنيًا بأن يكون تزامن المناسبتين سببًا في إحلال الأمن والسلام على جميع أبناء البشرية.
كما رفع تعازيه الحارة إلى أهالي جازان في وفاة أكثر من 25 مريضًا وإصابة العشرات في الحريق الذي اندلع في مستشفى جازان يوم أمس الأول، داعيًا بالرحمة للمتوفين والشفاء العاجل للمصابين.