الشيخ الصفار يدعو إلى التوازن بين أداء العبادات والاهتمام بشؤون الحياة
- ويقول إن من مشاكل المجتمعات الدينية «إغفال هدف العبادات»
- ويرجح بأن ثواب العاملين في خدمة الناس ربما يضاهي ثواب المتعبدين.
- ويقولن المتدينين المزايدين قد لا يعجبهم الكلام عن «الاقتصاد في العبادة».
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المجتمعات الدينية إلى تحقيق التوازن بين أداء العبادات والاهتمام بشؤون الحياة الأخرى من العمل وإعمار الأرض وخدمة الناس.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 5 ربيع الآخر 1437ﻫ الموافق 15 يناير 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن من مشاكل المجتمعات الدينية «اغفال هدف العبادات» حتى مع انتشار الأجواء العبادية الظاهرية من كثرة المساجد وصيام شهر رمضان والاقبال على الحج والزيارة.
وأضاف أن من المشكلات أيضًا ما وصفها بمشكلة تضخم الجانب العبادي على حساب المهام الحياتية الأخرى «كما لو أن الإنسان خلق ليصوم ويصلي فقط».
ومضى يقول إن الكادّين في طلب الرزق والعاملين في خدمة الناس والباحثين عن اكتشافات تنقذ حياة البشر لهم ثواب عند الله تعالى يضاهي ثواب من يصرفون وقتهم في أداء الحج والزيارة.
وأوضح سماحته أن الغاية الأصل للدين هي أن يحيا الناس حياة طيبة في أجواء يسودها إقامة القسط والعدل بين الناس.
وأضاف أمام حشد من المصلين بأن سائر العبادات إنما شرعها الله للتذكير بتلك القيم وترسخيها في نفس الإنسان.
وتابع موضحًا بأن هدف الصلاة هو النأي عن الفحشاء والمنكر فإن لم يتحقق هذا الهدف فلا قيمة عندها لتلك الصلاة وكذلك الحال مع سائر العبادات.
وقال الشيخ الصفار «لا ينبغي بالمتدينين أن يأخذوا بالعبادات فيما يغفلون عن القيم والأهداف التي شرعت من أجلها تلك العبادات».
وأضاف سماحته أن حالة التفاوت بين أداء العبادات وتحقيق الهدف من وراءها «ينبيء عن وجود خلل».
ولفت سماحته إلى أن ذلك الخلل لا يقتصر على الأفراد وحدهم وإنما يطال الأمم والمجتمعات.
وفي السياق أشار سماحته إلى توصل باحثين في الولايات المتحدة إلى نتائج لافتة حول أكثر الدول التزامًا بمبادئ القرآن الكريم في مجالات العدالة الاجتماعية والحريات العامة.
وقال بأن الباحثين توصلوا إلى أن ثلاث دول غربية هي ايرلندا والدنمارك ولوكسمبورغ احتلت المراتب الأولى في التزام مبادئ القرآن في تلك المجالات في حين جاءت الدول الإسلامية في مراتب متأخرة.
الاقتصاد في العبادة
وأشار الشيخ الصفار إلى أن من وصفهم بالمتدينين المزايدين قد لا يعجبهم الكلام عن مسألة «الاقتصاد في العبادة» حتى لو كانت تعج بها المصادر الإسلامية مروية عن النبي وأئمة المسلمين، وهو عنوان باب من أبواب الحديث في مصادره.
وتابع بأن الغرض من الحديث هنا ليس التقليل من أهمية أداء العبادات المختلفة وإنما لفت الأنظار إلى عدم إغفال الأهداف الكامنة خلف تلك العبادات.
ودعا المؤمنين إلى ضرورة تحقيق التوازن بين العبادة وشؤون الحياة الأخرى من العمل وإعمار الأرض وخدمة الناس.