الشيخ الصفار يرجع حالة التخلف العلمي إلى الصراعات الدينية والسياسية «القاتلة»
- ويدعو إلى دعم مراكز البحث العلمي على غرار دعم الأماكن الدينية.
- ويشيد بالطالب المتفوق عبد الجبار الحمود والطالبة المتفوقة بسمات المعلم.
- ويدعو إلى الإحتفاء بالكفاءات العلمية وايلائها الاحترام والتقدير المناسب.
أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار حالة التخلف العلمي في البلاد العربية إلى انشغالها بالصراعات السياسية «القاتلة» والنزاعات المذهبية المستمرة منذ قرون إلى جانب المناهج التعليمية القائمة على الحشو والتلقين.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 12 ربيع الآخر 1437ﻫ الموافق 22 يناير 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن الاجواء الاجتماعية المشجعة تدفع نحو الاختراع والإبداع والتطوير. في مقابل ذلك يحجم الناس عن التفكير العلمي إذا سادت أجواء الكبت وسيطرت الأفكار الخرافية والانشغال بالقشريات والسفاسف.
وأرجع سماحته انصراف المسلمين عن أجواء البحث والابداع العلمي العام إلى انشغالهم منذ القدم بالصراعات السياسية «القاتلة» على السلطة والحكم والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
واعتبر أمام حشد من المصلين انشغال المسلمين بالاختلافات الدينية والمذهبية «على مدى قرون طويلة» عائقا آخر أمام تقدمهم العلمي.
وحمّل سماحته الأُسرة ومناهج التعليم المسؤولية عن ضعف التوجه العلمي لدى الأبناء.
وقال إن معظم مناهج التعليم في بلادنا العربية قائمة على الحشو والتلقين الذي لا ينتج أكثر من كتبة وموظفين لا علماء ومبدعين.
وأضاف أن الحالة العامة في مجتمعاتنا ليست حالة مشجعة على البحث العلمي والاكتشاف والاختراع.
ودعا عموم الناس إلى دعم إنشاء مراكز البحث العلمي على غرار دعمهم الأماكن الدينية. قائلاً «إن مراكز البحث العلمي لها نتائج عظيمة على المجتمع وأجرها عند الله ليس أقل من الأماكن الدينية».
وأضاف أن عدم توفر الإمكانات المناسبة للبحث العلمي ربما شكل عائقاً أساسياً أمام بروز المبدعين والمخترعين.
الدين الصحيح يشجع على العلم:
وقال الشيخ الصفار إن الله منح البشر بمختلف أعراقهم إمكانات عقلية متشابهة غير أن بعض المجتمعات يتوفر فيها الأجواء المشجعة والبيئة المساعدة على البحث العلمي والإبداع فيما تنعدم هذه البيئة في مجتمعات أخرى.
وأضاف أن الناس إذا ساروا على الهدي الإلهي الصحيح دونما تحريف أو تزييف للاهتمامات فإن أجوائهم تكون مشجعة على العلم والاكتشاف والاختراع.
وتابع أن المسلمين الأوائل كانوا متقدمين علمياً على سائر الأمم لأنهم كانوا أكثر فهما لآيات القرآن الكريم الداعية للتأمل في الكون والنظر في الخلق والتفكير في مختلف الظواهر الطبيعية.
ومضى يقول إن الله الذي يأمرنا بالصلاة والصوم وأداء الحج يأمرنا في الوقت عينه بالنظر في ملكوت السماء والأرض.
ويشيد بالطالب الحمود والطالبة المعلم:
وفي السياق أشاد الشيخ الصفار بالطالب القطيفي عبدالجبار الحمود الذي كرمته وكالة ناسا لعلوم الفضاء باطلاق اسمه على أحد الكواكب المكتشفة حديثاً نظير تفوقه العلمي اللافت.
كما أشاد بالطالبة القطيفية المبتعثة بسمات محمد المعلم التي حازت في وقت سابق على جائزة أفضل بحث علمي على مستوى أوروبا في فئة أبحاث طب العيون.
وحثّ في السياق الطلاب والطالبات على التطلع بجد إلى تحقيق طموحاتهم العلمية، داعياً الأسر إلى الدفع بالأبناء في هذا الإتجاه.
ودعا عموم أبناء المجتمع إلى الإحتفاء بالكفاءات العلمية وايلائها الاحترام والتقدير المناسب، وعدم قصر الاحتفاء على رجال الدين والرواديد أو الشعراء.