الشيخ الصفار يكتب عن بشائر الغفران في مواجهة الذنوب
• الكتاب: بشائر الغفران.. بصائر في مواجهة الذنوب
• المؤلف: الشيخ حسن الصفار
• إعداد: مهدي صليل
• الناشر: أطياف للنشر والتوزيع
• الطبعة الأولى 2016 - 78 صفحة
"بشائر الغفران.. بصائر في مواجهة الذنوب"، كتاب جديد للعلامة الشيخ حسن الصفار، ومن إعداد الكاتب الأستاذ مهدي صليل. وهو يأتي ضمن سلسلة عناوين يعمل الأستاذ صليل عليها، مستفيدا من خطابات ومحاضرات الشيخ الصفار. حيث صدر العام الماضي كتابين هما: "صنع البيئة الأخلاقية.. رؤية قرآنية" و " التعددية الدينية.. قراءة في المعنى".
يشير الكاتب مهدي صليل في مقدمة الكتاب الجديد، أن الإنسان يعيش حالة صراع دائم بين العقل والشهوات، وهي من طبيعة الابتلاء والامتحان الذي يمثل حقيقة وجود الإنسان في هذه الحياة. وفي خضم هذا الصراع، يتقلب الإنسان بين صعود وهبوط، فمرة ينتصر لعقله، ومرة تغلبه أهواؤه وشهواته.
وقد عالج الإسلام هذه الحالات معالجة واقعية تتناسب مع الطبيعة البشرية للإنسان، بحيث يصل إلى حالة من التوازن، تحفظه من الوقوع في اليأس والقنوط، وتمنعه من الاسترسال في الذنب والخطأ. مشيرا إلى ان المتتبع لمحاضرات الشيخ الصفار يلحظ قدرته على توليد الأفكار، ومعالجة القضايا المعاشة من مختلف الزوايا والأبعاد، ومن ذلك تفاعله الصادق مع ما يؤمن به من أفكار، وسعيه الحثيث لمعالجة القضايا الاجتماعية.
وتحت عنوان مسؤولية الإنسان، يشير الشيخ الصفار إلى ان صدور الخطأ من الإنسان أمر طبيعي، متوقع منه لبشريته، وكذلك حصول الفشل أمر وارد، فحياة الإنسان ليست كلها نجاحات وانتصارات، وإنما تتخللها انتكاسات. هذه الحقيقة البديهية لا تعني الاسترسال في الأخطاء وشرعنة حدوثها؛ فما دام الإنسان قادرًا على تجاوز الخطأ، وصنع ما هو صحيح، حينها يتحتم عليه السعي الدؤوب لتحقيق ما فيه الحق والصواب.
وهنا نتفهم دور الإنسان ضمن إطار المسؤولية التي تدفعه دومًا إلى الأمام، فالإنسان المسؤول هو الذي يتحسس ما عليه الواقع من إشكالات وأزمات، في صورتها الفردية و الاجتماعية، وبالتالي تكتسب حياة الإنسان قيمتها الحقيقية من خلال المساهمات الإيجابية تجاه هذا الواقع، بحيث لا يمكن أن نتفهم قيمة لعمل الإنسان إلا إذا تفهمنا أنه مسؤول عن عمله، فهو مسؤول عن النجاح، كما أنه مسؤول عن الفشل، وهذه المسؤولية هي التي تحقق الدافع الحقيقي لسعي الإنسان وكدحه في هذه الحياة.
ويشير الشيخ الصفار إلى ان هنالك منهجين في التعامل مع الخطأ والفشل: الأول: رصد الخطأ والاعتراف به، ومن ثم السعي لتجاوزه. والمنهج الثاني: المكابرة والتنكر عند حصول الخطأ، والسعي للتملص منه.
وتحت عنوان التحصين من الذنب والخطأ، يستعرض الصفار أسباب ابتعاد الإنسان عن الذنوب والمعاصي، وهي تأتي ضمن قاعدة التفاوت والاختلاف. ومن بعض تلك العوامل و المؤثرات التي تحجز الإنسان عن ارتكاب الذنب: أولا: إدراك القبح والضرر، ثانيا: القرب من الله تعالى والتزام أوامره. بالإضافة إلى أهمية الحياء، منه الحياء من الناس، والحياء من الله تعالى، وأخيرا الحياء من النفس.
وفي الختام يشير الشيخ الصفار إلى قضية مهمة حيث يقول:
"نتلقى بين الفينة والأخرى أسئلة متعلقة بمشاكل العلاقات الزوجية، اذ تستفسر من خلالها الزوجة حول ما إذا كان من واجبها إخبار زوجها عن أخطاء كانت ارتكبتها في الماضي، نزولا عند الرغبة في المكاشفة والمصارحة، وذات السؤال يأتينا من بعض الأزواج، وقد يذهب البعض بعيدا في اعتبار مصارحة الزوجين لبعضهما بأخطائهما الخاصة، نوعًا من الشفافية والمثالية الجيدة، والحقيقة أن هذا النوع من المكاشفة بين الزوجين خطأ كبير ينبغي اجتنابه، فالواجب أن يستر الإنسان ما ستره الله عليه، أما الاعتراف بالذنب فلا يكون إلا إلى الله سبحانه وتعالى، فبين يديه سبحانه يقر العبد بذنوبه، ويتوب إليه التوبة النصوح، ويطلب منه المغفرة، فلنبادر جميعا للمكاشفة مع الله تعالى وطلب التوبة منه".