الشيخ الصفار: على الآباء أن يعرفوا حدود سلطتهم على الأبناء
- ويقول ان الآباء ليسوا مكلفين شرعا بفرض آرائهم على الأبناء الراشدين.
- ويرفض تحميل الوالدين او العائلة المسئولية عن انحراف بعض الأبناء ذكورا أم اناثا.
- ويقول ان الأنبياء والأئمة لم يكونوا في منأى عن انحراف بعض أبنائهم.
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار الآباء على معرفة حدود سلطتهم على أبنائهم الراشدين على النحو الذي لا يتجاوز بذل النصيحة والارشاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "إلى هنا وتنتهي مسئوليتهم".
جاء ذلك خلال حديث الجمعة (17 جمادي الأول 1437ﻫ الموافق 26 فبراير 2016م) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان حدود صلاحية الآباء على الأبناء محصورة في الإرشاد والتوجيه بمعزل عن أي فرض أو اجبار حتى لو رفض الأبناء الإستجابة.
وأوضح ان الآباء ليسوا مكلفين من الناحية الشرعية بفرض آرائهم على الأبناء الراشدين فضلا عن ان هذا ليس هو الطريق السليم الذي يريده الله تعالى.
وتابع ان مسئولية الوالدين تقتصر على بذل قصارى الجهد في تربية واصلاح الآبناء حتى يكبروا فإن انحرفوا بعدها فلا عتب على الآباء.
ومضى سماحته في القول ان الله لا يريد هداية وصلاح الإنسان بالاجبار لا من قبله تعالى ولا بواسطة الأنبياء ولا من خلال الآباء.
واستيحاءا من قصة انحراف ابن نبي الله نوح تابع الشيخ الصفار أنه لا ينبغي على أفراد المجتمع تحميل الوالدين او العائلة المسئولية عن انحراف بعض الأبناء ذكورا أم اناثا.
وأضاف ان كبار أئمة الإسلام كذلك لم يكونوا في منأى عن انحراف بعض أبنائهم عن الجادة.
وأوضح ان هذا اثبات على ان الأنبياء والأئمة أنفسهم لم يكونوا مكلفين بإجبار أبنائهم على الهداية والصلاح متى ما اختاروا الانحراف مسلكا.
وشدد سماحته القول أنّ على الآباء أن يعرفوا حدود سلطتهم على أبنائهم إن على صعيد الواجبات الدينية أم الأعراف والتقاليد الاجتماعية او بالزام الأبناء بأنماط معينة من سبل العيش والزواج.
وتابع انه لا يحق للآباء الزام أبنائهم الراشدين بالتنازل عن رغباتهم الخاصة في تحديد مستقبلهم وطريقة حياتهم لصالح رغبات الوالدين.
وأوضح سماحته ان اقصى ما ينبغي على الآباء فعله تجاه الآبناء الراشدين هو بذل النصيحة والارشاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "إلى هنا وتنتهي مسئوليتهم".