في تأبين الملا خليل أبو زيد
الشيخ الصفار يؤكد ضرورة التصدي للشأن الاجتماعي وتواصل نخب المجتمع
أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بخدمة الفقيد الراحل الملا خليل أبو زيد للمنبر الحسيني طيلة سبعة عقود من حياته، وبتربيته لجيل من الخطباء اللامعين.
جاء ذلك في ختام مجالس التأبين لأستاذ خطباء تاروت الملا خليل أبو زيد في مسجد المصطفى بحي التركية بالقطيف (ليلة الجمعة 17 جمادي الأولى 1437هـ الموافق 26/2/2016م).
وركّز الشيخ الصفار على الدور الذي كان يمثله المجلس اليومي في منزل الفقيد الراحل، حيث يجتمع عدد من خطباء تاروت ومثقفيها، ويتداولون أخبار المجتمع، ويتبادلون التجارب والخبرات، ويعززون فيما بينهم مشاعر المحبة والاحترام والتعاون.
مؤكداً أهمية التواصل داخل نخب المجتمع، وضرورة تصديها للشأن الاجتماعي العام.
وأشار إلى أن مجتمع المنطقة يزخر بالكفاءات والقدرات المتميزة في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية والرياضية.واستعرض عدداً من الأسماء اللامعة في تاريخ المنطقة كالشيخ ابراهيم القطيفي (945ﻫ) والذي نال احتفاءً واحتراماً من كبار علماء النجف الأشراف حينما هاجر اليها، وتتضمن الكتب العلمية طرح آرائه ومناقشتها كبحوث المحقق الأردبيلي وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري. ودخل الشيخ إبراهيم القطيفي معركة علمية مع المحقق الكركي الفقيه البارز في الدولة الصفوية في إيران آنذاك.
وكذلك الشيخ محمد آل عبدالجبار (توفي 1252ﻫ) الذي كانت له مرجعية في أطراف إيران والعراق والخليج وارتضاه العلماء في النجف وكربلاء حكماً في الخلاف حول آراء السيد الرشتي. وله شرح لأحاديث أصول الكافي يعتبر من أوسع الشروح وأدقّها في الوسط العلمي.
كما استعرض الشيخ الصفار لمحة عن شخصية الشيخ حسن علي البدر (1278ﻫ-1334ﻫ) وجهاده ضد الغزو الايطالي لليبيا والاحتلال البريطاني للعراق.
واستذكر سماحته في هذا السياق شخصية الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي (1324هـ - 1374هـ)، ورياديته في طرح موضوع التقارب المذهبي من خلال كتابه القيّم (الدعوة الإسلامية إلى وحدة أهل السنة والإمامية) والذي يقع في مجلدين كبيرين، وأسف الشيخ الصفار لتغييب هذا الكتاب مع حاجة الساحة الوطنية لمنهجيته في معالجة الخلافات المذهبية بروح علمية وبلغة موزونة معتدلة وليس بأسلوب التشنج والبذاءة.
وأشار إلى شخصية الأستاذ سلمان الصفواني (1319هـ - 1409هـ) الذي أصدر جريدة (اليقظة) سياسية يومية في بغداد سنة 1924م، وشخصية الأستاذ محمد حسن النمر(1300ﻫ – 1397ﻫ) الذي أصدر هو الآخر جريدة (بهلول) سياسية نقدية في بغداد سنة 1932م. وقد وصف الشيخ الصفار هذه الكفاءات وأمثالها بأنها تمتلك الثقة بالذات والتطلع والطموح والجرأة في طرح المواقف والآراء، وتبني القضايا الكبرى للأمة والدين.
وقال الشيخ الصفار إن بروز الكفاءات في المجتمع مكسب عظيم، لكن المطلوب إلى جانب ذلك تلاقي هذه الكفاءات وتواصلها وتصديها للشأن الاجتماعي. وما يشكو منه مجتمعنا هو ضعف روح العمل الجمعي وخاصة في أوساط النخب الاجتماعية.
مشيراً إلى أن اختلاف الآراء والتوجهات لا ينبغي أن يكون عائقاً أمام تواصل النخب لبلورة الآراء وانضاجها وتنظيم الاختلاف وحسن إدارته.
وختم الشيخ الصفار حديثه بالإشادة بالسمات الأخلاقية الفاضلة لشخصية الفقيد الراحل.