الشيخ الصفار يرفض الفهم الديني الخطأ والمنحاز ضد المرأة
- ويقول عندما تجري الإساءة للمرأة بعنوان ديني فإن ذلك يعني الإساءة للدين.
- ويأسف لاحتدام النقاش حول قيادة المرأة للسيارة فيما باتت المرأة تقود الأوطان.
- ويدعو إلى اصلاح قوانين الأحوال الشخصية التي لاتزال تعوق حركة المرأة.
وجه سماحة الشيخ حسن الصفار انتقادات لاذعة لما وصفه "الفهم الديني الخاطئ والسيئ والمنحاز ضد المرأة" محملا اياه المسئولية عن تعطيل التنمية وتشويه سمعة الإسلام حيال قضايا المرأة.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة (2 جمادي الثاني 1437ﻫ الموافق 11 مارس 2016م) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "لاتزال تنتقص حقوق المرأة في الكثير من المجتمعات الاسلامية وينظر إليها نظرة دونية ولا تتوفر لها الفرص المتكافئة للمشاركة في تنمية المجتمع".
وعلى المستوى المحلي قال سماحته أن المملكة تواجه تيارا متشددا يمانع من انصاف المرأة واتاحة الفرص أمامها في العمل والمشاركة العامة استنادا إلى فهم ديني خاطئ ومقولات غير ثابتة.
وأضاف ان الفهم الديني المتشدد والمتحيز ضد المرأة هو الذي عطل التنمية وشوّه سمعة الإسلام عند الأجيال الصاعدة من أبناء الأمة وعند الآخرين.
وانتقد على نحو لاذع "الفهم الديني الخاطئ والسيئ والمنحاز ضد المرأة" الذي تنبع منه بعض القوانين والتشريعات.
وشدد القول "ان المرأة تمثل نصف المجتمع، وحينما تظلم المرأة يكون نصف المجتمع مظلوما".
وتابع سماحته "عندما يجري الإساءة للمرأة بعنوان ديني فإن ذلك يعني الإساءة للدين، عندما ينسب اليه احتقار المرأة والنظرة الدونية إليها".
وجائت تعليقات الشيخ الصفار على خلفية اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من مارس.
نظرة جاهلة
إلى ذلك أعرب الشيخ الصفار عن رفضه القاطع النظرة القائلة بأفضلية الرجل المطلقة على المرأة.
وقال سماحته ان "الأنوثة لا تعني الدونية والرجولة لا تعني التميز والتفوق.. الرجولة ليست مبررا للتميز والأنوثة ليست سببا للتأخر".
وأوضح بأن معايير التفوق بين الرجل والمرأة تعود في نظر الشريعة إلى ثلاثة معايير فقط هي التقوى والعلم والعمل الصالح.
وأسف إلى واقع الكثير من البلاد والمجتمعات الاسلامية المخالف لنظرة الإسلام وأحكام الدين على صعيد حقوق المرأة.
وأعرب عن اعتقاده بأن النظرة "الجاهلة" القائلة بالتفوق الذكوري مردها إلى عهود سحيقة كانت فيها القوة الجسدية هي المعيار الوحيد للتفوق والهيمنة في ظل انعدام فرص البروز أمام المرأة.
واستدرك سماحته مشيدا بالتقدم النسبي في المملكة المتمثل في تعليم المرأة وفتح "بعض الأبواب" على صعيد العمل إلى جانب دخول المرأة مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية.
واستبعد أي موانع شرعية من تعيين امرأة سفيرة للبلاد أو وزيرة ضمن الحكومة قائلا "ما الذي يمنع من أن تكون هناك امرأة وزيرة على غرار البلاد الخليجية والعربية والاسلامية الأخرى".
ودعا في السياق إلى اصلاح قوانين الأحوال الشخصية التي لاتزال تعوق حركة المرأة ولا تنتصف لها في مجالات الزواج والطلاق والحضانة، عبر إعمال الآراء الفقهية المتسامحة والنأي عن فرض الآراء الفقهية المتشددة على المجتمع.
بين قيادة السيارة وقيادة الأوطان
وأسف الشيخ الصفار إلى احتدام النقاش في بلادنا عن الحق في قيادة المرأة للسيارة في الوقت الذي باتت فيه المرأة تقود الأوطان عبر العالم.
ومضى يقول ان التطور البشري الذي اتاح فرصا متكافئة للرجل والمرأة كشف عن تنافس حقيقي بين الجنسين على صعيد الذكاء والتفوق العلمي والادارة والقيادة.
وتابع سماحته ان ذلك قاد إلى تسلم المرأة رئاسة الحكومة في 19 دولة أبرزها المانيا والبرازيل والارجنتين إلى جانب خمس وزيرات دفاع منها في البانيا وايطاليا وهولندا.
وأضاف بأن هناك علاوة على ذلك مرشحتين بارزتين اليوم احداهما لقيادة الدولة الأعظم الولايات المتحدة الامريكية والثانية لقيادة منظمة الأمم المتحدة.