الشيخ الصفار ينتقد احتكار الآباء «حق الفيتو» في تزويج البنات
- ويرفض تجريد البنات الراشدات من حقهن في اختيار شريك حياتهن.
- ويستغرب الآراء الفقهية التي تخول الأب تزويج ابنته دون استئذانها.
- ويشير إلى وجود آراء فقهية تخوّل الفتاة الراشدة وحدها أمر تزويج نفسها.
- وينتقد لجوء بعض القضاة الشرعيين لتطليق الأزواج بذريعة عدم تكافؤ النسب.
شدّد سماحة الشيخ حسن الصفار على ضرورة "الاقرار بحق المرأة البكر العاقل الرشيد في قرار الزواج بمن تختار"، منتقدا ما وصفه "حق الفيتو" الذي يحتكره بعض الآباء في تزويج البنات.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 8 رجب 1437ﻫ الموافق 15 أبريل 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار أنه لم يعد من المقبول في عصر الحريات وحقوق الإنسان تجريد البنات الراشدات من حقهن في اختيار شريك حياتهن لصالح "حق الفيتو" الذي يحتكره بعض الآباء.
ومضى يقول أمام حشد من المصلين ان من غير الصحيح النظر لفتيات اليوم على منوال النظرة القديمة للمرأة الأميّة والمغيبة عن واقع مجتمعها.
وأضاف أن بنات اليوم بلغن درجات رفيعة في التعليم والثقافة والاطلاع على نحو صرن يضاهين الرجال في ادراك واقع مجتمعهن.
وشدّد سماحته على ضرورة "الاقرار والاعتراف بحق المرأة البكر العاقل الرشيد في قرار الزواج بمن تختار".
ورأى بأن تجاهل وجهة نظر الفتيات في قرار الزواج واجبارهن على الارتباط بمن لا يردن ربما قاد لاحقا إلى تهديد استقرار الحياة الزوجية والانحراف الاخلاقي والتفكك الأسري.
تعدد الآراء الفقهية
واستعرض سماحة الشيخ الصفار جانبا من الآراء الفقهية حول الزواج مستغربا ذهاب بعض الآراء بعيدا في تخويل الأب حق تزويج ابنته دون استئذانها.
وفي المقابل أشار سماحته إلى آراء فقهية تخوّل الفتاة الراشدة وحدها أمر تزويج نفسها حتى بدون إذن وليها.
وأوضح بأن لكلا الرأيين مؤيدين ومعارضين من الفقهاء المسلمين من السنة والشيعة. مشيرا إلى رأي شرعي ثالث يشترط في صحة زواج البنت لزوم موافقتها وموافقة وليها على حد سواء.
وأعرب عن الأسف إلى كون بعض الآراء الفقهية المتعلقة بتزويج البنات ربما تساهم في تشويه سمعة الإسلام لجهة اعتباره دينا يحتقر المرأة.
ودعا سماحته إلى أخذ واقع العصر الحديث بنظر الاعتبار لجهة ترجيح الآراء الفقهية التي تناسب العصر لجهة تأثيرها على واقع المجتمع وسمعة الإسلام.
ويرفض استغلال الفقه في تبرير العادات
إلى ذلك رفض الشيخ الصفار استغلال بعض الاراء الفقهية في تبرير الأعراف والعادات القديمة، منتقدا لجوء بعض القضاة الشرعيين لتطليق الأزواج بذريعة عدم تكافؤ النسب.
وتناول سماحته آخر قضية شغلت الرأي العام الأسبوع الماضي والتي حكم فيها قاض بتطليق سيدة حامل في شهرها الثامن رغما عنها وعن زوجها بحجة عدم تكافؤ النسب وذلك استجابة لشكاوى من أقرباء.
ورفض سماحته الآراء الواردة في التراث بشأن مسألة تكافؤ النسب قائلا انها كانت متأثرة بظروف بيئتها الاجتماعية القديمة التي لم تعد تناسب الظروف والتحديات المعاصرة.