في حفل تكريم المعلمين المتقاعدين
الشويكة: الشيخ الصفار يدعو المعلمين لغرس قيم الصلاح ومنهجية التفكير لدى الطلاب
- ويدعو المعلمين المتقاعدين لتسجيل تجاربهم والانخراط في العمل الاجتماعي.
- ويؤكد على أن الجيل الجديد يواجه تحديات فكرية وسلوكية كبيرة.
- ويقترح انبثاق مؤسسة تهتم بشأن المعلمين ومساعدتهم للقيام بأدوارهم بأكمل وجه.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المعلمين إلى بذل اقصى جهودهم لغرس القيم الصحيحة، وتبصير الطلاب بما يواجههم من صعوبات، مؤكدًا أن الأجيال الحالية تواجه تحديات ثقافية وقيمية كبيرة وخطيرة.
وأبان سماحته أن الانفتاح الفكري اليوم يمثل ناحية إيجابية لكنها تحتاج إلى صناعة جيل قادر على الانتقاء والتمييز وتقويم الآراء والأفكار.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامه أهالي الشويكة لـ 33 معلّمًا ومعلّمة بعد تقاعدهم مساء الخميس 14 ذو الحجة 1437هـ الموافق 15 سبتمبر 2016م.
وأبان سماحته أن مسؤولية المعلم في هذا الزمن الراهن كبيرة، فالجيل الجديد يواجه تحديات كبيرة على المستوى القيمي والأخلاقي.
وتابع: في الماضي لم تكن هذه التحديات بهذه الدرجة، الآن نواجه تحديًا كبيرًا وخطيرًا يتمثل في الانفتاح على كافة الصعد.
وأوضح أن أذهان أبناء اليوم أصبحت منفتحة على سائر التيارات والتوجهات الفكرية والثقافية، وهذا ليس سلبيًا في حد ذاته، لأن الانفتاح يوفر فرص العلم والمعرفة.
وقال: إن السلبي في الأمر حينما لا يكون ذهن الشاب قادرًا على الانتقاء والتمييز وتقويم الآراء والأفكار، وهنا تأتي مهمة المعلمين والمربين.
وأشار إلى أن المسألة التعليمية ليست أن نحشو الأذهان بالمعلومات، بل الأهم أن نرسي منهجية الفهم والإدراك العلمي، والقدرة على التعامل مع الأفكار والأوضاع المحيطة.
ونوّه إلى أن الحصول على المعلومات لم يعدّ أمرًا صعبًا فالإنترنت يوفر مختلف المعلومات, لكن كيف يتعامل الإنسان مع المعلومة ويوظفها بالشكل السليم.
وعن الجانب السلوكي قال سماحة الشيخ الصفار: أصبح الشباب اليوم يعيشون أجواءً ضاغطة من الإغراء تدفع نحو الأهواء والشهوات واللامبالاة.
ومضى يقول: واجبنا أن نبصر أبناءنا بالسلوك السليم بإقناعهم، وبغرس التوجهات الصحيحة داخل نفوسهم، والمعلّم يعقد عليه الآمال بالقيام بهذا الدور الكبير.
وأبان سماحته أن دور المعلّم أصبح أكبر من دور الأسرة، وأكبر من دور الخطيب والعالم الديني الذين لا يلتقون مع كل الناس، عكس المعلّم الذي تمر عليه كل أجيال المجتمع، ويقضي معهم أوقات طويلة تستمر لسنوات.
وأوضح أن الطالب يعيش تحت إشراف المعلّم، ويتأثر به، فعلى المعلّم أن يزرع روح الاجتهاد وتوجهات الصلاح في نفس الطالب عن طريق سلوكه، وأسلوب طرحه.
وتابع: يجب أن نذكر المعلمين بمسؤوليتهم، فالقضية ليست مجرد وظيفة وتحصيل مرتب شهري، وإنما هي مسؤولية دينية تندرج تحت عناوين شرعية كالهداية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الخير.
وقال: نعقد الآمال على المعلمين من أجل أن يقوموا بدورهم السليم في إعداد الجيل ومساعدته لمواجهة التحديات.
وأوضح أن على كل معلم أن يعرف أن هؤلاء الطلاب ليسوا أجانب عنه، فكل جهد يصرفه في سبيل تربيتهم، وتقويم سلوكهم ينعكس عليه بشكل مباشر.
وأضاف: هذا الطالب قد يكون الطبيب الذي يعالجك ويعالج أسرتك، وقد يكون زوج ابنتك، أو معلّم حفيدك.
وحذر الشيخ الصفار من تدني التحصيل العلمي الذي يؤثر على حياة الأبناء، وعلى مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم.
وفي جانب آخر تحدث سماحة الشيخ إلى المتقاعدين، وقال: لا يعني التقاعد انتهاء دور الإنسان في الحياة والمجتمع، بعد هذه السنين التي قضاها، وأصبحت لديه خبرة وتجربة، عليه أن يفيد الآخرين من تجربته.
وطالب المعلمين والمعلمات المتقاعدين بأن يكتبوا تجاربهم وانطباعاتهم ليستفيد منها المعلمون الجدد.
وقال: مع الأسف نحن لا نحترم تجاربنا، سنين يقضيها المعلم في التعليم ولا يسجل تجربته ليستفيد منها الآخرون.
ودعاهم لأن يأخذوا دورهم في المجتمع، وخدمة الشأن العام، مؤكدًا حاجة المجتمع إلى انبثاق مؤسسة تهتم بشأن المعلمين ومساعدتهم للقيام بأدوارهم بأكمل وجه.