الشيخ الصفار ينتقد الأوساط الدينية "الموبوئة والملوثة بالصراعات والخلافات"
- ويقول بأن لا أصل دينيا لتسويغ البعض حالة الإساءة للآخرين وإنما هو تبرير شيطاني.
- ويشدد بأن المنهج القرآني يرفض السب والإساءة لرموز الآخرين حتى لو كانوا على باطل.
- ويقول ان على من يتعرضون لرموز الآخرين بالإساءة أن يتوقعوا أن يأتيهم الردّ.
انتقد سماحة الشيخ الصفار بشدة بعض الأوساط الدينية "الموبوئة والمشوهة والملوثة بالصراعات والخلافات"، داعيا إلى تعزيز ثقافة الإحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات والنأي عن التعدي على رموز ومقدسات الآخرين.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 11 صفر 1438ﻫ الموافق 11 نوفمبر 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "إذا أرادت أي جماعة الإحترام لذاتها ورموزها ومقدساتها فإن عليها أن تحترم الآخرين ومقدساتهم ورموزهم".
ودعا سماحته إلى تعزيز ثقافة الإحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات والنأي عن التعدي على شخصيات ورموز ومقدسات الآخرين درءا لردود الفعل المماثلة.
وتابع ان على من يطلقون لسانهم في التعريض برموز الآخرين والإساءة لمرجعياتهم أن يتوقعوا أن يأتيهم الردّ على ذات الوتيرة السيئة.
ومضى يقول ان مختلف طرق الردّ والدفاع عن الذات باتت متاحة للجميع من فضائيات ومواقع انترنت ووسائل تواصل اجتماعي.
وشدد الشيخ الصفار بأن المنهج القرآني يقوم على رفض السب والإساءة لرموز الآخرين ومقدساتهم حتى لو كانوا على باطل، حفظا لإحترام الذات ودرءا لردود الفعل المقابلة.
وأضاف بأن مواثيق حقوق الإنسان في العصر الحديث جاءت متقاطعة مع التعاليم الدينية لجهة مراعاة الحقوق المادية والمعنوية للأفراد والجماعات.
واعتبر سماحته التعريض بسمعة الآخرين والإساءة لكرامتهم وجرح مشاعرهم اعتداءا صريحا على حقوق الإنسان علاوة على كونه مخالفة دينية.
وأشاد سماحته بالقرار الصادر مؤخرا عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" القاضي بالتأسيس لثقافة الإحترام بين الأفراد والجماعات والشعوب والحضارات والديانات.
وجاء القرار الذي اتخذ استجابة لاقتراح مندوب المملكة زياد الدريس في مقابل مبالغة الغرب في منح حرية التعبير عن الرأي حتى لو كانت على حساب احترام الآخرين كما جرى مع الإساءات التي طالت نبينا الأكرم .
وتابع ان هذا القرار يؤسس لحالة التوازن بين كفالة حرية التعبير عن الرأي وانضباطها ضمن حدود احترام الآخرين.
الأوساط الدينية الموبوئة
وانتقد الشيخ الصفار الأوساط الدينية "الموبوئة والمشوهة والملوثة بالصراعات والخلافات".
وفي حين اعتبر سماحته التعددية الفكرية مسألة طبيعية وحقا مشروعا في جميع الأوساط إلا انه رفض في الوقت عينه التجريح والطعن والإساءة لرموز ومقدسات الآخرين.
وأرجع مسألة تجاوز الوسط الديني لمبدأ الاحترام المتبادل، لاعتقاد كل فئة بأنها تمثل الحق المطلق في مقابل الباطل المحض عند غيرها، ليترتب على اثر ذلك التصور بأن دينهم يأمرهم بالإساءة لأهل الباطل.
وتابع ان نتيجة هذا التصور هي الغرق في النزاعات مع أتباع الديانات الأخرى من النصارى واليهود والمجوس وغيرهم واعلان الحرب على المذاهب الدينية المغايرة داخل الإسلام ثم مهاجمة الإتجاهات الفكرية الأخرى داخل المذهب نفسه.
وقال الشيخ الصفار بأن لا أصل دينيا لتسويغ بعض المتدينين لحالة الإساءة للآخرين وإنما هو تبرير شيطاني للأخطاء والإنحرافات الذاتية وخدمة للمصالح والنزعات الخاصة.
وأضاف سماحته بأن لو سلّمنا جدلا بأن الآخرين على باطل فإن ذلك لا يخرجهم عن اطار الحقوق والكرامة الإنسانية.
وأوضح بأن غاية ما ينبغي بين مختلف الأطراف هو تبادل النقاش في سلامة الأفكار وصحتها لا الطعن والإساءة للناس والحط من كرامتهم فذلك خلاف قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم".
وأضاف بأن اعتقاد أي جهة بأن الحق المطلق إلى جانبها لا يسوغ لها الحط من كرامة الآخرين، معللا بأن ذلك يمثل أكبر اساءة للدين نفسه الذي يحض على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقال سماحته بأن الدعوة للدين مشروطة بالقدرة على ممارسة الجدل بالتي هي أحسن فعلى من لا يمتلك القدرة العلمية وضبط النفس أن لا يتورط في الجدل العقدي لأنه سيسيء بذلك للدين.