الشيخ الصفار: التطرف والغلو مشاريع مصلحية بغطاء ديني
- ويقول ان هناك توجهات لا تتردد في افتعال آراء دينية والاستدلال عليها بأدلة مصطنعة.
- ويشير إلى أن أئمة أهل البيت طالما حذروا من أعدائهم والغلاة من أتباعهم على حد سواء.
- ويرفض افتعال الأكاذيب لدغدغة المشاعر والعواطف الدينية.
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من الإنسياق خلف التوجهات المصلحية التي تستغل الدين لأغراض سياسية واجتماعية وتستميل الجمهور عبر دغدغة عواطفه ومشاعره الدينية.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 18 صفر 1438هـ الموافق 18 نوفمبر 2016م.
وقال الشيخ الصفار أن ثمة جهات لا تتردد في افتعال آراء دينية والاستدلال عليها بأدلة مصطنعة أو متكلفة لإستخدامها "غطاءا لبلوغ مصلحة.. وتبريرا لتوجه مصلحي".
ودعا جموع المؤمنين إلى اليقظة والتزام الحذر وعدم الإنسياق خلف كل قول ينسب للدين أو ممارسة تنسب للمذهب.
وبمناسبة ذكرى وفاة الإمام الرضا تناول سماحته في السياق انحراف بعض كبار أصحاب الأئمة الذين زعموا عدم وفاة الإمام الكاظم وقالوا عنه انه الإمام الغائب، تحت ضغط الأطماع في الحقوق الشرعية التي كانت بايديهم.
وأضاف ان هؤلاء الأصحاب الذين وصموا فيما بعد بالواقفية تورطوا في افتعال أفكار وآراء نسبوها إلى الدين بغرض تحقيق مصالح مالية خاصة.
خط الغلو
وقال الشيخ الصفار ان "خط الغلو" عند السنة والشيعة ذهب بعيدا في استغلال حب المسلمين لرسول الله وأهل بيته وأصحابه الأخيار وراح يصطنع الروايات ويحرف الأفكار لغرض استمالة الجمهور وكسبهم الى صفه.
واشار في السياق الى نهج الإختلاق في الروايات المكذوبة في العهد الأموي حول فضل الصحابة في مقابل مناقب الإمام علي بن أبي طالب طمعا في مكاسب اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية. مضيفًا ان للصحابة قدرهم ومكانتهم دون هذا الاكاذيب.
ومضى يقول ان هناك في الوسط الشيعي أيضا من الغلاة الذين يستغلون محبة الشيعة لأهل البيت "من أجل نشر ثقافة الغلو وافتعال بعض الممارسات والتوجهات".
وفي السياق ذاته رفض الشيخ الصفار افتعال الاكاذيب لاستدرار بكاء الناس خلال المجالس الحسينية معتبرا ذلك استغلالا للدين من أجل كسب الجمهور.
وتابع القول ان البكاء على مصاب سيد الشهداء فيه أجر وثواب وأن في وقائع عاشوراء المروية بطرق معتبرة ما يكفي لاثارة التألم والتفجع ويغني عن المبالغة وافتعال الاكاذيب.
وحثّ الشيخ الصفار خطباء المنبر الحسيني وعموم الجمهور على قراءة كتاب "اللؤلؤ والمرجان" للمحدث النوري الذي سبق للشهيد المطهري أن وصفه بالقول "أنا لا أتصور أن هناك كتابا فصّل القول حول الكذب وأنواعه كما نرى في هذا الكتاب وربما لا يوجد نظير لهذا الكتاب في العالم".
وأوضح سماحته بأن النبي كان أول من تصدى للغلاة الذين حاولوا ربط كسوف الشمس بوفاة ولده ابراهيم. مرسيا مبدءا مهما يرفض التوسل بالكذب والإختلاق طريقا للإشادة بالأنبياء والأئمة والأولياء "لأن ما عندهم من مقومات حقيقية يكفي لبيان فضلهم ومكانتهم.
وأضاف أن أئمة أهل البيت طالما حذروا من أعدائهم والغلاة من أتباعهم الذين دسوا الروايات المكذوبة والمغالية فيهم.