الانتماءات الفئوية ورعاية القيم

مكتب الشيخ حسن الصفار
الخطبة الأولى: الانتماءات الفئوية ورعاية القيم

﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [سورة النحل، الآية: 111].

الإنسان مدنيٌّ بطبعه؛ لذلك يبحث عن انتماء اجتماعي من نوع ما. وهناك أكثر من سبب يدفع الإنسان للبحث عن حضن اجتماعي ينتمي إليه، فالإنسان في هذه الحياة يوحشه العيش منفردًا منعزلًا، ولديه نزعة اجتماعية، تدفعه للبحث عن آخرين ينتمي إليهم تحت عنوان أو آخر، هذا أولًا.

والسبب الثاني، هو الرغبة الغريزية في بحث الإنسان عن تكتّل يقوّيه في مواجهة تحدّيات الحياة، فهناك تحدّيات ومشاكل تعترض حياته، وهو بانتمائه للآخرين يتقوّى في مواجهة هذه التحدّيات، ليرى نفسه أقدر على مواجهتها.

أما السبب الثالث فيعود إلى طبيعة التنافس بين بني البشر، فالناس يتنافسون فيما بينهم رغبة في تحقيق المزيد من المكاسب والمصالح، فتلك هي طبيعة الإنسان في حبّه لذاته، وحبّه لتوفير مصالحه، لذلك يبحث عن آخرين يشاركونه المصلحة، ويلتقون معه في ذات التطلع.

نوعان من الانتماء

وهناك نوعان من الانتماء؛ انتماء اجتماعي طبيعي، وانتماء آخر على أساس فكري أو سياسي. فالانتماء الطبيعي كانتماء الإنسان إلى أسرة وقبيلة، أو عرق أو منطقة بعينها، فهو بذلك يشعر أن بينه وبين آخرين قاسمًا مشتركًا، وعنوانًا يجمعه معهم ويجمعهم معه.

وهناك لون آخر من الانتماء، وهو الانتماء على أساس منهج فكري أو توجّه سياسي واجتماعي، إنّ هذا الانتماء يجعل الإنسان جزءًا من فئة ومجموعة وإطارٍ ما، والانتماء إلى فئة ما بحدّ ذاته ليس أمرًا سلبيًّا، بل فيه من الإيجابيات الشيء الكثير. والنصوص الدينية تحضّ على العمل الجمعي، فقد ورد عن رسول الله أنه قال: «يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ»[1]  ، وجاء في الآية الكريمة: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ[سورة المائدة، الآية: 2]. وعلاوة على كون الانتماء يمثّل نزعة طبيعية لدى البشر، فإنّ عقل الإنسان يدفع باتجاه التعاون مع الآخرين. وبغضّ النظر عن شكل الإطار الذي ينتمي إليه، ليس من السلبي، أن يكون الإنسان جزءًا من جماعة أو توجّه.

القيم فوق الانتماءات

وتخيم في كثير من الأحيان سلبيات عارضة نتيجة انتماء الفرد لجماعة ما. ويأتي ذلك عندما لا يكون الالتزام القيمي حاكمًا على الإنسان في علاقاته؛ لأنّ المرء عندما ينتمي إلى فئة فإنه مطالب بالتزام القيم الدينية والإنسانية في علاقاته بالآخرين، غير أنّ ما يجري في كثير من الأحيان، هو تحوّل انتماء الإنسان إلى جماعة ما سببًا في تجاوزه للقيم، فلكونه منتميًا لهذا الحزب أو تلك الجماعة أو ذلك المذهب أو الدين، تجده مندفعًا نحو تجاوز القيم والضوابط، بغرض الانتصار إلى فئته وجماعته على الجماعة الأخرى، كما يعطي لجماعته ما لا تستحقّ فيما يبخس الجماعة الأخرى، وفي هذه الحال بالذات يكون أسلوب الانتماء منافيًا للقيم والمبادئ.

فلا ينبغي للإنسان أن يقدّم مصلحة انتمائه الفئوي، على ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، ولا يصحّ أن يعصي ربه، من أجل رضا جهة من الجهات، وقد حذّرت نصوص كثيرة من الوقوع في هذا المنحى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أيًّا كان ذلك المخلوق، فالأولوية القصوى لا بُدّ أن تكون للقيم في الالتزام.

لقد حذّرت نصوص قرآنية من أن تقود الإنسان عاطفة الانتماء إلى تجاوز القيم حتى لصالح أقرب الناس إليه وهي العائلة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ[سورة النساء، الآية: 135]، فلا ينبغي تجاوز القيم وتخطيّ العدل لصالح طرف ما، لمجرد الارتباط العائلي، أو على أساس الانتماء الفئوي، في مقابل فئة أخرى بينك وبينها منافسة أو خصومة. وقد ورد في آية أخرى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ [سورة المائدة، الآية: 8].

تقف فردًا أمام الله

وهناك جملة من التوجيهات الإسلامية التي تصبّ باتجاه تذكير الإنسان بحقيقة موقفه بين يدي الله تعالى في يوم القيامة. فالإنسان سيقف في اليوم الآخر منفردًا وحيدًا للحساب أمام الله، وما من فئة أو جماعة تناصره وتحميه حينها، جاء في الآية الكريمة قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا [سورة النحل، الآية: 111]، فلن ينفع أحدًا يوم القيامة انتماؤه إلى هذا الحزب أو تلك الجماعة، ولا كونه جزءًا من هذه الديوانية أو ذلك النادي، لن ينفعه جميع ذلك، سيكون وحده مشغولًا بالدفاع عن نفسه. ويقول سبحانه: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [سورة الأنعام، الآية: 94]، فالإنسان سيقف فردًا أمام الله سبحانه، ولن ينفعه تبرير أفعاله ساعتها، بدفاعه عن جماعته، وما عسى أن تنفع الجماعة حينها عندما يكون منشغلًا بنفسه بين يدي الله.

وجاء في آية أخرى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ[سورة عبس، الآيات: 34-37]، فلماذا يا ترى يحتطب المرء على ظهره ذنوبًا لمجرد الانتصار لفئته أو جماعته، باستغابة هذا والتجريح في ذاك، وإطلاق الكلام غير المنضبط، واتخاذ الموقف غير المسؤول، وهو يدري أنه سيدفع الثمن باهظًا يوم القيامة؟ وقد ورد عن رسول الله أنه قال: «ثلاثة مواطن لا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى ينظر أيثقل ميزانه أم يخف، وعند الصراط حتى ينظر أيجوز الصراط أم لا يجوزه، وعند الصحف حتى ينظر بيمينه يأخذ الصحف أم بشماله، فهذه ثلاثة مواطن لا يذكر فيها أحدٌ حميمه ولا حبيبه ولا قريبه ولا صديقه ولا بنيه ولا والديه، وذلك قوله تعالى: «لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»[2]  .

على الإنسان أن يكون متيقّظًا تجاه التزاماته الاجتماعية. فمن حقّه أن ينتمي ويتعاون مع الآخرين، وأن يدافع عن جماعة ترتبط به وينتمي إليها، ولكن حذارِ حذارِ أن يكون ذلك دافعًا لتجاوز القيم والضوابط الشرعية، فإنّ ذلك مما يجعله يوم القيامة أمام موقف رهيب عظيم. وأكثر من ذلك، تشير الآيات القرآنية إلى أنّ الفئة التي يتبعها الإنسان، ويكون اتباعه لها دافعًا لمخالفته الضوابط الشرعية، هذه الفئة ستتبرأ من الإنسان في يوم القيامة، قال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ [سورة البقرة، الآية: 166].

لا تبع آخرتك بدنيا غيرك

الإنسان في يوم القيامة يتحمل مسؤولية نفسه بالدرجة الأساس، وعليه تبعًا لذلك ألّا يُضحّي بالقيم والمبادئ. جاء في وصايا النبي لأمير المؤمنين أنه قال: «يا عليّ، شرّ الناس من باع آخرته بدنياه، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره»[3]  ، إنّ هناك أناسًا يبيعون آخرتهم من أجل مصالح غيرهم، ولعلّ أحد أبرز الأمثلة على ذلك، أولئك الذين يشهدون شهادة الزور لصالح أطراف من أقاربهم أو جماعتهم أو فئتهم، حتى يكسب المدّعي قضية خلافية في مال أو عقار وما أشبه، فإذا ما كسب الأخير مصلحته، فما عسى شاهد الزور أن يكسب وقد باع آخرته بشهادته الزور لأجل مكاسب دنيوية يجنيها غيره!، والحال نفسه ينطبق مع أيّ عمل مخالف للضوابط الشرعية، لغرض الانتصار للفئة والجماعة. إنّ على الإنسان أن يجعل نصب عينيه التزام القيم والمبادئ، ورضا الله، ولا يترك للشيطان منفذًا في نفسه، يدفعه للنيل من الآخرين والعدوان عليهم، انتصارًا لفئته أو جماعته أو الزعامة التي يتبعها، فذلك ما سيجعله في موقف صعب يوم القيامة.

 

الخطبة الثنية: الوهْن العربي والانشغال عن فلسطين

ورد عن الإمام عليّ أنه قال: «وَإِنِّي وَاللهِ لاَََظُنُّ هؤُلاءِ القَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُم ْ بِاجْتِماعِهمْ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ»[4]  .

لا شكّ أنّ كون الإنسان صاحب حقّ، فتلك نقطة قوة تحسب له، ولو كان على باطل، تلك نقطة ضعف عنده، لكن كونه على حقّ لا يعني امتلاكه القدرة على تحقيق الانتصار على عدوّه، كما أنّ مجرد كون الطرف الآخر على باطل، لا يعني أنه سيمنى بالهزيمة، فهناك عوامل وأسباب أخرى إذا اجتمعت إلى جانب الحقّ أو إلى جانب الباطل فإنّها ستغير الموقف، وتقلب المعادلة، ومن أهم تلك الأسباب مسألة الاجتماع أو الفرقة. فإذا امتلك أصحاب الحقّ قوة الاجتماع إلى جانب حقّهم فإنهم سيكونون أقدر على تحقيق النصر، أمّا إذا كانوا يعيشون حالة من التشتت والتفرق، وكان عدوّهم، الذي هو على باطل، يحقق حالة الوحدة والتضامن داخل صفوفه، فلا شكّ أنّ من يحقق حالة الاجتماع سيكون أقدر على انتزاع النصر، ممن يعيش حالة الفرقة والتمزق.

الحقّ العربي والباطل الإسرائيلي

ويمكن رؤية تأثير معادلة التفرق والاجتماع ماثلة بوضوح في صراع الأمة مع العدو الإسرائيلي. فلا أحد يشك أنّ الاحتلال الإسرائيلي باطل؛ لأنه يحتلّ شعبًا آخر، ويستولي على أراضي الغير، الإسرائيليون على باطل، وفق كلّ القرارات الدولية، والمواثيق الشرعية، وحسب كلّ القيم، ولا يجادل في ذلك أحد في العالم، بينما يلتزم المسلمون جانب الحقّ في مقاومتهم لهذا الاحتلال؛ لأنهم يدافعون عن أرضهم وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم، وهذا أمر واضح.

غير أنه ومع امتلاك العرب والمسلمين للكثير من نقاط القوة، إضافة إلى كونهم أصحاب حقّ، ومع كون اليهود قلة في هذا العالم وهم على باطل، إلّا أنّنا لا نزال نرى الاحتلال قائمًا، بل ويُعزّز مواقعه، في الوقت الذي تتراجع فيه مواقف العرب والمسلمين يومًا بعد آخر!.

تفرّقنا مصدر قوّتهم

إنّ من أهم عوامل التفوق الإسرائيلي على العرب اجتماعهم على باطلهم، وتفرق العرب عن حقّهم. فاليهود يعيشون في دول عديدة عبر العالم، لكنهم مع ذلك مجمعون على خدمة قضية الاحتلال الباطلة، ومع كلّ التنوع الحزبي والمذهبي، واختلاف المصالح في أوساطهم، إلّا أنّهم متضامنون فيما بينهم للدفاع عن احتلالهم الباطل.

في مقابل ذلك، نجد العكس لدى العرب والمسلمين، حيث يعيشون أسوأ حالات التشرذم والتمزق، لذلك فالإسرائيليون يمضون في تعزيز مواقعهم يومًا بعد آخر.

وما يجري اليوم في الأراضي المحتلة، هو محاولة جادّة لتصفية القضية الفلسطينية، ومن ذلك المساعي الأمريكية التي يرعاها وزير الخارجية في محاولة للتوصل لما يسمّى اتفاق إطار لتسوية القضية الفلسطينية، ويتضمن هذا الاتفاق إقرارًا ينتقص من حقوق الفلسطينيين، بالاعتراف بيهودية إسرائيل، وجعل إسرائيل دولة خاصة باليهود، بما يعني عدم أحقية غير اليهود بالتمتع بالمواطنة في هذه الدولة، ومحصلة ذلك إبقاء جميع اللاجئين الفلسطينيين في المهاجر، وتوطينهم خارج فلسطين، وتعويضهم ماليًّا، وأن تكون هناك دويلة فلسطينية هزيلة منزوعة السلاح، تعيش تحت هيمنة إسرائيل، ويأتي تسويق هذا الاتفاق باستغلال الأوضاع السيئة التي تعيشها المنطقة العربية، خاصة فيما عرفت بدول المواجهة مع إسرائيل، مصر وسوريا والأردن ولبنان. فهذه الدول باتت غارقة في مشاكلها، فمصر التي تمثل الدولة الأقوى مشغولة بمشاكلها الداخلية، أما عن سوريا فحدث ولا حرج، بخلاف الأردن الذي لا طاقة له على أدنى مواجهة مع إسرائيل، وحتى لبنان الذي يحظى بوجود مقاومة قوية، لكنها هي الأخرى تواجه تحّديات داخلية كبيرة.

الانقسامات تضعف الأمة

إنّ من أهمّ عوامل التفوق الإسرائيلي الانقسامات التي تحفل بها السّاحة العربية والإسلامية. فهناك سلسلة من الانقسامات الداخلية في الأمة، بين السنة والشيعة، وبين الإسلاميين والعلمانيين، والمواجهة مع الإرهاب والتطرف، الذي أصبح عامل إرباك وإزعاج وتمزيق للأوطان الإسلامية. ولنا أن نتساءل عمّن يقف خلف هذا الإرهاب الذي يحترف التفجيرات، ويرتكب الاغتيالات، ويستهدف الأبرياء في كلّ بلد. هذا الواقع السيئ الذي تعيشه المنطقة العربية والإسلامية يقدّم أفضل فرصة لإسرائيل وللأمريكيين، حتى يفرضوا التسوية على الفلسطينيين، الذين يعيشون أسوأ أوضاعهم، نتيجة الانقسامات الداخلية، علاوة على الحصار المفروض على المقاومة في غزة، التي كانت فيما سبق تتلقى العون من بعض الدول والشعوب، فإذا بها اليوم تحت الحصار المطبق من جميع الجهات. لهذا باتت إسرائيل تجد نفسها في أحسن أوضاعها التي تمكنها من فرض شروطها على الفلسطينيين، فيما يسارع الأمريكيون لانتهاز الفرصة، لكي يسوّقوا الاتفاقيات التي يريدونها.

والمؤسف أنّ شعوبنا العربية والإسلامية باتت غارقة بمشاكلها الداخلية. ولقد تحول معها المزاج العام، بما لا يتسع لمجرد الحديث عن القضية الفلسطينية، وبدرجة قد يتعرض فيها المتحدث عن فلسطين إلى الملامة!، فهناك في كلّ بلد قضايا ومشاكل باتت تشغل بال الناس، وتستولي على اهتمامهم، حتى أصبح الحديث عن فلسطين مرفوضًا، وبما يوازي حدّ الهروب من الواقع الداخلي، وهذا هو أفضل وقت يبحث عنه الأعداء.

على الواعين من أبناء الأمة أن يعيدوا توجيه البوصلة، والتذكير بالخطر الماحق المتمثل في إسرائيل. إنّ وجود إسرائيل، هذه الغدة المزروعة في الجسم الإسلامي، هو من أبرز أسباب الشتات والتمزق والمشاكل والتخلف الحاصل في المنطقة. وأنّ من يغذّي الخلافات البينية في الأمة الإسلامية إنّما يقدم خدمة لإسرائيل.

إنّ شعوبنا العربية والإسلامية باتت تعيش اليوم مرحلة مخاض سرعان ما تتجاوزها قريبًا إن شاء الله. ويبشرنا سبحانه وتعالى بقوله: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [سورة الشرح، الآيتان: 5-6]، إنّ ثقتنا بالله سبحانه، وبضمائر وتطلّعات أبناء الأمة، تجعلنا نعتقد أنّ ما يجري الآن في الأمة، ما هو إلّا مرحلة مخاض، ستتجاوزها شعوب الأمة فور تجاوزها لحالة الاستبداد، ونيلها لسيادتها واستقلالها، حينئذٍ سيكون أمام شعوب الأمة، فرصة أن تدافع عن كرامتها وعزّتها بشكل سليم صحيح.

الجمعة 21 ربيع الآخر 1435ﻫ الموافق 22 فبراير 2014م
[1] سنن الترمذي، الترمذي، باب في لزوم الجماعة، ج٣ ص٣١٥.
[2] البرهان في تفسير القرآن، ج5، ص586.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج٤، ص٣٥٣.
[4] نهج البلاغة، خطبة رقم (25) .