الشيخ الصفار يشدد على مبدأ المسؤولية الفردية في أفعال البشر
- ويقول ان مبدأ المسئولية الفردية هدفه تعزيز الاستقلالية في شخصية الإنسان.
- ويدعو إلى النأي عن النزعة الجاهلية في تحميل الناس المسئولية عن خطأ فرد منهم.
- ويقول انه لا ينبغي أخذ الروايات حول تأثير الوراثة والتربية على الأفراد على اطلاقها.
شدد سماحة الشيخ حسن الصفار على مبدأ المسئولية الفردية في أفعال البشر حيال خالقهم أو الآخرين معتبرا ذلك مبدأ قرآنيا غرضه تعزيز الاستقلالية في شخصية الإنسان.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 1 ربيع الآخر 1438ﻫ الموافق 30 ديسمبر 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان الآيات القرآنية الكريمة التي تؤكد على مبدأ المسئولية الفردية هدفها تعزيز الاستقلالية في شخصية الإنسان، فلا يقع تحت تأثير هذه الجهة أو تلك فيما يخالف الضمير والقيم الدينية.
وقال سماحته ان الإنسان بمفرده هو من سيدفع ثمن ارتكاباته فيما لو جاءت استجابة لرغبة أحد آخر يحبه أو يحترمه كائنا من كان سواء أبا أو أما أو زوجة أو شيخا أو جماعة أو حزبا.
ومضى يقول ان من يستجيب لمن يدعوه لعمل سيئ تحت مبررات مختلفة سيجد نفسه بمواجهة عمله السيئ وقد تبرأ المحرضون منه في يوم الحساب.
وأضاف القول "لا ينبغي ان يدفعك التجاوب مع احد للانزلاق إلى الذنب والخطأ حيث لا احد يفيدك يوم القيامة".
نزعة جاهلية
في مقابل ذلك دعا الشيخ الصفار إلى النأي عن النزعة الجاهلية في تحميل فئة كبيرة من الناس المسئولية عن خطأ فردي قد يكون ارتكبه أحدهم.
وحثّ سماحته على عدم مؤاخذة أحد بما فعل غيره "فلا يؤاخذ البريء بجرم المذنب.. هذا ما تلتزم به القوانين العادلة".
وشدد أمام حشد من المصلين على رفض الإسلام مسلك العقوبات الجماعية على الناس واصفا ذلك بالسلوك الجاهلي.
وعلى الصعيد الاجتماعي قال الشيخ الصفار ان ذلك ينسحب على الخلافات العائلية التي يتاورثها ويدفع ثمنها أحيانا أولاد المتخاصمين وهم لا ذنب لهم فيها ولا صلة لهم بها.
وانتقد سماحته في السياق تحميل البنات وزر بعض ذويهن وجعل ذلك عقبة أمام التقدم لخطبتهن وطلب الزواج منهن. قائلا ان ذلك ينسحب على بعض الشباب أيضا ازاء عرقلة الموافقة على تزويجهم لذات السبب.
وأوضح الشيخ الصفار انه لا ينبغي أخذ الروايات حول تأثير الوراثة على الأفراد على اطلاقها وإنما يقيم الأفراد كل على حده.
وتابع ان الوراثة والتربية عاملان مؤثران لكنهما ليسا حتميين. مشيرا إلى وجود امثلة كثيرة على خروج منحرفين من بيئات صالحة كبيوت الأنبياء والأئمة في مقابل خروج صلحاء من بيئات منحرفة.
وانطلاقا من المسئولية الفردية أيضا قال سماحته ان الإنسان المؤمن معني بهداية الآخرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن ليس عليه اتخاذ موقف متشنج تجاه عدم استجابتهم له فهم المسئولون عن أعمالهم في نهاية المطاف.