الشيخ الصفار: الإمتحان الحقيقي للمتدينين يتجلى في إنصافهم الخصوم
- ويقول "ليس صادقا من يعتدي على عباد الله مهما كانت عقيدته وعبادته".
- ويقول بأن مورد الفخر والتقوى ليس في التعامل مع من تحب وإنما في إنصاف من تكره.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة انزلاق بعض المتدينين إلى النيل من الآخرين وتشويه سمعتهم والتشكيك في نياتهم ونبزهم بأقذع الألفاظ لمجرد اختلاف نسبي في الرأي.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 8 ربيع الآخر 1438ﻫ الموافق 6 يناير 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان "الإمتحان الحقيقي" أمام المتديني يتجلى في انصافهم الخصوم والمنافسين ومن يكنون لهم الكراهية "فليس صادقا من يعتدي على عباد الله مهما كانت عقيدته".
وأسف إلى ترصد بعض المتدينين لخصومهم أو منافسيهم بالنبش عن عثرة هنا أو سقطة هناك ليشهروا بهم على رؤوس الأشهاد.
وأضاف أن غاية ما ينبغي عند الإختلاف أن يفصح المختلفون عن آرائهم المغايرة وكفى، دون اساءة أو استنقاص أو نيل من الآخرين.
وقال سماحته أمام حشد من المصلين أن التعامل مع عباد الله يكشف عن مدى صدق العلاقة مع الله.
وأضاف ان من أكثر الموارد حساسية في العلاقات بين الناس التعامل مع الخصوم "فهي المؤشر على التقوى وليس مجرد الإلتزام بالصلاة والصوم والحج وسائر العبادات".
وشدد سماحته بأن مورد الفخر والتقوى لا يتجلي في التعامل مع من تحبهم وإنما يتجلى ذلك في إنصاف الخصوم والإنضباط بالشرع في التعامل مع من تكرههم.
وقال سماحته ان الإنحياز المنافي للتقوى قد ينسحب أيضا على موارد عديدة منها مهمة القضاء، مشددا على التزام العدل والنأي عن الإنحياز في الأحكام نتيجة الميل لطرف على حساب طرف آخر، ومنها تقديم الشهادة بين الخصوم واختيار العاملين وتقييمهم وحفظ كرامة المختلفين في الرأي وتقوييم المعلمين لطلابهم أو تجريد الخصوم من حسناتهم.
وقال سماحته ان النصوص الدينية تشير بوضوح إلى تشديد الحساب يوم القيامة على ما يرتبط بحقوق الناس والتعامل معهم أكثر مما يرتبط بحقوق الله تعالى فيما عدا الشرك به سبحانه.