الشيخ الصفار يرفض التخويف من البحث في الافكار والاشكالات المعرفية والدينية
- ويقول أن 94 بالمئة من المسائل الدينية هي محل نقاش، في مقابل 6 بالمئة من الضروريات.
- ويشير إلى ان الرسالات السماوية لا تريد من أتباعها أن يكونوا سذّجا أو إمّعات.
- ويقول بأن بعض الناس يصدمهم النقاش في افكار كانوا يرونها من المسلمات.
رفض سماحة الشيخ حسن الصفار حالة التخوّف والتخويف من البحث والنقاش في الافكار والتساؤلات والاشكالات المعرفية والدينية على قاعدة التسلح بالمنهجية السليمة وممارسة التفكير الحر.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 18 جمادي الثاني 1438ﻫ الموافق 17 مارس 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "لا ينبغي ان يتهيب الفرد أو المجتمع من النقاش في الافكار والتساؤلات والاشكالات حول القضايا المعرفية والدينية".
وحثّ على التسلح بالمنهجية السليمة وممارسة التفكير الحر في مناقشة مختلف القضايا والتساؤلات.
وأضاف القول "لابد من بذل جهد للوصول إلى المعرفة، ولا بد من التحلي بالمنهجية الموضوعية، وعدم الاستعجال، والوقوع تحت الانفعالات النفسية".
ورأى سماحته بأن أجواء الانفتاح العالمي نقلت إلى مجتمعاتنا الدينية حالات من الاختلاف والصراع الفكري "وذلك أمر طبيعي". قائلا بأن بعض الناس يصدمهم النقاش في افكار كانوا يرونها من المسلمات.
وتابع أمام حشد من المصلين والمصليات "ان بعض الناس يتصورون من بساطتهم أن بروز هذه التساؤلات والنقاشات بمثابة بداية النهاية للدين والمذهب وأننا بتنا نعيش آخر الزمان".
وفنّد سماحته ذلك التصور بقول أحد المراجع الدينية الكبار في النجف الأشرف وهو الشيخ الفيّاض الذي رأى في بحث فقهي أن 94 بالمئة من المسائل الدينية هي محل نقاش، في مقابل 6 بالمئة فقط تعد من الضروريات التي لا نقاش فيها.
ومضى يقول "ان الأديان اقوى وأمنع من ان تنسفها أو تضعفها الاشكالات، وما يطرح اليوم في جوهره ليس جديدا بل كان موجودا من اول الزمان".
- ويرفض الخطابات المدغدغة للمشاعر
وقال الشيخ الصفار ان الرسالات السماوية لا تريد من أتباعها أن يكونوا سذّجا أو إمّعات وإنما تحثهم باستمرار على التفكر والتعقل والتدبر في معتقداتهم الدينية.
وشدد سماحته القول انه بخلاف المسائل الفقهية التي تتطلب قدرة معينة على الإستنباط يبقى المجال الديني على مستوى المعارف والأفكار مسرحا لإعمال العقل والعلم والوعي وليس التبعية.
وحّث سماحته على التأني حيال الأفكار الدينية الجديدة وعدم رفضها جزافا والتوجه عوضا عن ذلك إلى الوقوف على حقيقتها في مصادر المعرفة التي باتت متاحة للجميع عبر الشبكة العنكبوتية.
وتابع القول انه بعد البحث "إذا لم يقتنع المرء بفكرة فليس ملزما بالايمان بها ولكن لا داعي للخوف والتخويف منها".
وانتقد الشيخ الصفار بعض الخطابات الدينية "التي لا تصدر من جهات تعتمد التحقيق والبحث وانما تختار من التراث ما يدغدغ العواطف والمشاعر".
وقال سماحته ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الديني في اذهان المستمعين.
وأضاف بأن هذه الحالة تسبب التشويه لمذهب أهل البيت وارباكا في اوساط المؤمنين وتعطي الذريعة للتصيد من قبل المغرضين، داعيا الواعين إلى الدفع باتجاه الارتقاء بالخطاب الديني.
ودعا سماحته أفراد المجتمع إلى المساهمة في الارتقاء بالخطاب الديني من خلال النقد البنّاء للخطباء الذين لا يولون العناية الكافية بالبحث والتحري عن مصادر أقوالهم.