في لقاء وديّ ثقافي في (عنك)
الشيخ الصفار: التواصل قيمة دينية وضرورة وطنية
جريًا على عادته الكريمة في كل رمضان جمع الأستاذ سعود الزيتون الخالدي في دارته العامرة ببلدة (عنك) عدداً من أصدقائه ومعارفه من محافظة القطيف والدمام، من ذوي الرأي والمهتمين بالشأن الاجتماعي الوطني، مساء يوم الجمعة ليلة السبت 15 رمضان 1438هـ الموافق 10/6/2017م، فكان لقاءً مفعمًا بروح المودة والإخاء، وثريًا بتداول الأفكار والآراء.
وقد تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار شاكرًا للأستاذ سعود الخالدي دعوته وحرصه على إقامة هذا اللقاء الرمضاني السنوي، مؤكداً على أهمية التواصل بين المكونات الاجتماعية في المنطقة، لأن التواصل بين الناس قيمة دينية دعت إليها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، كما أن مصلحة الوطن تقتضي التواصل والتلاقي لسدّ الثغرات التي تنفذ منها الفتن والخلافات، حيث تعاني وتواجه أوطان مجاورة خطر التمزق والتفتت.
وذكّر سماحته بالعلاقات الوثيقة التي كانت بين أبناء محافظة القطيف وحيث لم تكن هناك نعرات مذهبية طائفية، فكان أهالي عنك ودارين وأم الساهك والنابية جزءً من النسيج الاجتماعي المتماسك في المحافظة، وتحدث في هذا السياق أحد شيوخ بني خالد حمد فارس الحسن (أبو ماجد) مستشهداً ببعض الشواهد والنماذج في العلاقات الطيبة بين أبناء المحافظة.
وقال الشيخ الصفار: إننا بحاجة إلى تعزيز ونشر ثقافة المحبة والتسامح في أوساط أبنائنا وشبابنا لتحصينهم من أفكار التشدد والتطرف القائمة على التشكيك في أديان الآخرين وولائهم الوطني.
كما نحتاج إلى تشجيع التعاون المشترك في الأعمال الخيرية والأدبية والاجتماعية، حتى لا تنمو حالة الفرز الاجتماعي على أساس مذهبي طائفي، مستشهدًا بتجربة مجلة الواحة التي تضم الأستاذ سعود الزيتون الخالدي في هيئة تحريرها.
وقد أدلى معظم الحاضرين بمشاركات قيمة أثرت اللقاء بالآراء والأفكار المفيدة حيث أكد الشيخ سعد المدرع المستشار الشرعي السابق في إمارة المنطقة الشرقية على ضرورة التلاحم الوطني والالتفاف حول القيادة السياسية في مجابهة التطرف والإرهاب.
كما أشار الدكتور توفيق السيف إلى الفضاء المفتوح الذي يعيش فيه أبناء الجيل الجديد لانفتاحهم على العالم وتجاوزهم لتأثيرات المحيط الاجتماعي المحدود، حيث لم تعد آراؤهم ومعلوماتهم في حدود ما يدور في مجتمعاتهم الصغيرة.
وتحدث الأستاذ تركي الدوسري (أبو شجاع) عما يحدث في كل مناطق المملكة من وجود اختلافات مناطقية وقبلية وفكرية مما يؤكد الحاجة لوجود برامج ومشاريع تقنن تعدد وجهات النظر وتمنع انزلاقها إلى ما يضر بمصلحة الوطن.
وكانت مداخلات أخرى للاستاذ جلال خالد الهارون والأستاذ مرضي المهيجع والأستاذ بخيت المدرع والدكتور محمد الفارس والسيد عدنان العوامي والأستاذ محمد باقر النمر.
وقد شكر الأستاذ سعود الزيتون الخالدي لسماحة الشيخ الصفار والحاضرين تلبيتهم لدعوته وما أثروا به اللقاء من آراء وأفكار قيمة داعياً إلى تكرار مثل هذه اللقاءات والاجتماعات التي تعزز المحبة وتسعد النفوس.