الشيخ البلوشي يدعوا للتعلم من الغرب عمق البحث العلمي وتنوعه

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا الدكتور الشيخ حسن البلوشي للتعلم من الباحثين الغربيين عمق البحث العلمي وتنوع فروعه.

وأبان أن علماء الغرب والباحثين درسوا العالم الاسلامي بشكل عميق ومفصل ومنوّع، مؤكداً انهم امتازوا بعمق البحث ودقته.

جاء ذلك خلال محاضرة القاها في مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار مساء يوم الخميس ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٧هـ الموافق ٣١ ديسمبر ٢٠١٥م.

وأوضح البلوشي أن بعض العلماء والباحثين في الجامعات الغربية انتقلوا لدراسة المسائل الدقيقة في الفقه والأصول العقائد.الدكتور الشيخ حسن البلوشي

وقال: لم تعد دراساتهم عنا في الفقه والأصول والعقائد فقط بل شملت حتى علم الحديث والرجال والتفسير.

وأضاف: بل شملت تاريخ التشيع، وتاريخ الغلو والغلاة، وتفاصيل دقيقه في الفقه كتاريخ اللغة بعد الآخوند، واختلاف منهج الخوئي عن البروجردي في تصحيح الرجال.

وأشار الى أنه لن يتعجب اذا التقى بطالب فرنسي فسأله من يقلد؟ او طالب ألماني فسأله عن علاقة هذه الجماعه بتلك، او ابدى ملاحظاته على فكر المرجع الفلاني.

وضرب امثلة للإصرار على البحث بأستاذه (البروفيسور روبرت قليف) الذي اشتغل لمدة عشر سنوات ليكتب دراسة عن تاريخ الحركة الاخبارية.

وعن التنوع في البحوث افاد بأن كل الحقول باتت مطروقة كالشعر والشعراء والتفسير والمفسرين، مروراً بالحركات الاسلامية والتوجهات الجديدة.

والمح الى أن من أهم اسباب التقدم لديهم التطور المنهجي في دراسة الاخر.

وتابع: إذا اراد احدهم دراسة فكرة ما فلابد من العيش ضمن هذه الفكرة والالتقاء بالقائلين بها ومعرفتها من قرب.

وأضاف: لو اراد احد الباحثين الكتابة عن الشعائر الحسينية مثلا فلابد أن يزور منطقة شيعية، فيحضر مجالسهم، ويستمع لقصائدهم، ويدون ملاحظاته عن قرب.

وأشاد بما اسماه "التحول في بنية الباحثين" فلم يعد البحث حكراً على الغربي، بل تجد المؤتمر الخاص بالعالم الاسلامي يحضره الغربي والشرقي، المسلم بجنب المسيحي.

وأضاف: كان البحث في هذه المراكز مقتصراً على الابيض المسيحي اليوم صار للجالية الاسلامية دور في البحث مما سبب تغير في النكهة.الدكتور الشيخ حسن البلوشي

وتابع: هذا التغير صار واضحاً، فالدراسات اصبحت اقل انحيازا، واقل غرورا، واقرب للواقع، واقرب للمصادر بمعنى الواقعيات وليس التصورات.

وانتقد الباحث البلوشي ما أسماه غياب المسلمين عامة والشيعة خاصة عن المشهد العلمي والثقافي الغربي.

وقال: حتى الآن لم نقدم اي ترجمة متقنة لكتبنا المعتبرة كنهج البلاغة والكتب الاربعة.

وتابع: يجب ان نقدم للباحثين مصادر نترجمها او نشرف على ترجمتها لنقدمها صافية بعيدة عن سوء الفهم.

كما انتقد غياب الترجمة للبحوث والدراسات الغربية، وغيابها عن الساحة الاسلامية رغم عمق بعضها وشموله وتطوره.

وأشار الدكتور البلوشي الى انعقاد ثلاثة الى اربعة مؤتمرات وجلسات وورش عمل شهريا حول الفكر الشيعي في مراكز الابحاث المختصة، وبعضها يحضره اكثر من مائة باحث، وتأسف لعدم استفادتنا من الاوراق التي تقدم في هذه المؤتمرات وذلك بسبب حاجز اللغة.

وأوضح أن هذه المؤتمرات تتطرق لكل جوانب الفكر الشيعي عقائده وفقه ورجاله وأعيانه وإسهاماته، ووضعه الحالي والمستقبلي وتطورات دوله ومناطقه.

ودعا لاغتنام الفرص للتعاون العلمي والثقافي مع هذه الجهات العلمية، وعقد المؤتمرات والزيارات المتبادلة.

وكشف عن سعيه مع بعض المراكز الاسلامية لاقامة مؤتمر عن شخصية الرسول الاعظم يشارك فيه عدد من الباحثين من جميع انحاء العالم.

وأشاد بالتوجه العلمي لدى بعض الشباب المتدين واقبالهم على الدراسات الاكاديمية، والاطلاع الواسع على الفكر المعاصر والفكر الديني، وتناولهم للقضايا الفقهية والعقدية بمنهجية وأسلوب علمي، داعيا للدقة فيما يتناولونه وبمنهجية علمية.

  • كلمة الشيخ الصفار

هذا وقد بدأ اللقاء بكلمة لسماحة الشيخ حسن الصفار عرف من خلالها بالضيف الذي جمع بين الدراسة الحوزوية والأكاديمية، وتميز بالنشاط العلمي والثقافي حتى وصل إلى درجات جيدة في الدراسة الدينية، ونال درجة (الدكتوراه) من جامعة اكسترا في لندن.الدكتور الشيخ حسن البلوشي

وقال الشيخ الصفار: حل علينا الشيخ حسن البلوشي ضيفا وجرى الحديث عن صورة الفكر الشيعي في الأوساط الأكاديمية في بريطانيا عامة والجامعة التي يدرس فيها بشكل خاص، فأحببت أن يشاركنا الأخوة في سماع هذا الحديث.

وأشاد سماحته بالحالة العلمية والتقدم البحثي لدى فئة من الشباب المتدينين الملتحقين بالأكاديميات العلمية، التي اصبحت تسير بشكل متوازي مع الحوزات، دعيا إلى عمق الأبحاث ودقتها من خلال المناهج العلمية المتبعة لدى بعض الجامعات، والنشاط في الكتابة والترجمة لتعم الفائدة على الجميع.

  • مداخلات

وأوضح الاستاذ علي الحرز في مداخلته أن النظرة السلبية للمستشرقين كان سببها أن بعضهم كان سيئ السمعة وعمالته للاستخبارات كانت واضحة، ولكن هذا لا ينفي ان العالم الاسلامي استفاد من بعض انتاجاتهم.

وطالب الاستاذ منصور سلاط بقراءة كتاب (الاستشراق) لادوارد سعيد، بعيدا عن التعصب، لأنه كان يتحدث عن الظاهرة ويبين سلبياتها من ايجابياتها.

وعن الحذر من المستشرقين قال الاستاذ عبدالباقي البصارة: نحن نعلم ان كثيرا من المستشرقين هم اعين للاستخبارات، ودورهم البحث عن نقاط الضعف لدى المسلمين لكي يسهل القضاء عليهم، مؤكدا ان هذا لا ينطبق ايضا على الجميع.

من جهته قال الدكتور البلوشي أن ما ذكر ليس الصورة الكاملة، وأن الاستشراق بدأ يأخذ منهجا آخر بسبب تنوع المصادر، ففيهم من دافعه الفضول العلمي، وهناك التقاطع العلمي بين تاريخ اوروبا وتاريخ الشرق.

وروى أن استاذه في الجامعة تبرأ من الاستشراق وبين أنه ليس مستشرقا بل هو باحث أنثروبولوجيا (Anthropology) ، مؤكدا أن (النية) هي التي تبين الهدف من الدراسات والبحوث.

 

الدكتور الشيخ حسن البلوشيالدكتور الشيخ حسن البلوشيالدكتور الشيخ حسن البلوشيالدكتور الشيخ حسن البلوشيالدكتور الشيخ حسن البلوشيالدكتور الشيخ حسن البلوشي