الشيخ الصفار يدعو شعوب الأمة إلى تقديم المصلحة العامة على المصالح الفئوية
- ويقول إن مراعاة المصلحة العامة للأمة هي السبب لامتناع الإمام علي عن المطالبة بالخلافة.
- ويضيف بأن دعاوى الدفاع عن الحقوق المشروعة ليست مبررًا لتدمير الأوطان.
- ويرجع الحروب الأهلية التي تجتاح الأمة إلى تمسك كل طرف بما يراه حقًا له.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الشعوب الإسلامية إلى وضع المصلحة العامة للأمة فوق كل اعتبار حتى لو تطلب ذلك التضحية بالحقوق الفئوية الخاصة في بعض الأحيان.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 17 ذو الحجة 1438ﻫ الموافق 8 سبتمبر 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار بأن دعاوى الدفاع عن الحقوق المشروعة ليست مبررا لتدمير الأوطان على رؤوس أهلها. مضيفا بأن بلداننا أصبحت نتيجة ذلك فرجة للعالم وساحة يستثمر فيها الأجانب خلافاتنا لتحقيق مشاريعهم الخاصة.
وبمناسبة ذكرى يوم الغدير دعا سماحته إلى ما وصفها وقفة تأمل ودراسة لموقف الإمام علي بن أبي طالب حيال ضياع حقه في الخلافة بعد رسول الله وتضحيته بحقه الخاص لحساب المصلحة العامة للأمة.
وأضاف بأن امير المؤمنين قدم درسا بليغا للأمة بإيلائه الأولوية القصوى للمصلحة العامة للأمة وأن السعي للدفاع عن الحقوق أمر مشروع ومطلوب شريطة أن لا يكون على حساب المصلحة العامة.
وقال سماحته أن الإمام علي لم يمتنع عن الدفاع عن حقه في منصب الخلافة بعد رسول الله لشكٍ في حقه ولا لنقص في شجاعته وهو القائل "لو اجتمعت العرب والعجم على قتالي ما وليت منهم فرارا".
وتابع إن مراعاة المصلحة العامة للأمة هي السبب الأساس لامتناع الإمام علي عن المطالبة بالخلافة كما صرح هو في العديد من الموارد.
وأوضح الشيخ الصفار بأن إحجام الإمام عن الثورة من أجل بلوغ السلطة والحكم جاء لأنه كان يحمل همّ الدين ويفكر في مصلحة الأمة على حساب حقه الخاص كما قال: " لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ ولَمْ يَكُنْ فِيها جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خاصَّةً".
وأضاف بأن أمير المؤمنين لم يكن مستعدا لبلوغ حقه في الحكم حتى لو أدى ذلك إلى تخريب الأمة وضياع منجزاتها.
- التنازع سبيل الحروب الأهلية
ومضى سماحته في القول أن الإمام علي رأى ببصيرته أن التنازع على الخلافة في ذلك الوقت المبكر من عمر الإسلام كان سيتسبب في حرب أهلية تؤدي لانهيار الكيان الوليد وتشكل فرصة يتحينها الأعداء للقضاء على الإسلام.
وتابع بأن منطق الإمام علي كان أبعد ما يكون عن منطق أصحاب النزعات السلطوية وأهل المطامع الذين لا يهمهم تفرق الأمة ولا يحجزهم سفك الدماء عن السعي للاستحواذ على السلطة.
وأرجع سماحته الحروب الأهلية المدمرة التي تجتاح بلاد المسلمين في الآونة الأخيرة إلى تمسك كل طرف بما يراه حقًا له. داعيا مختلف الفرقاء للتأمل مليا في موقف الإمام علي الرائع من هذا الأمر.
وأوضح أن الأمة كانت لتنجو من هذه المآلات المدمرة لو اقتدى مختلف الفرقاء بوعي الإمام علي وإخلاصه وجعله مصلحة الأمة العامة حاكمة على جميع المواقف والتوجهات.
وقال سماحته إن ما يجري اليوم هو صراع بين حكومات تدافع عما تعتبره حقا لها في السلطة والحكم وشعوب وأحزاب وجماعات ترفع رايات الدفاع عن حقوق شعوبها أو فئاتها.
وأردف القول إن الشرع والعقل ليس مع السعي لتحصيل بعض الحقوق على حساب المصلحة العامة للشعوب والأوطان. مضيفا بأن هذا كان جوهر موقف الإمام علي من حقه في الخلافة.