الشيخ الصفار يحذّر من استيلاء النزعة الشعبوية على الخطاب الديني
- وينتقد بشدة تحويل المنبر الديني إلى وسيلة للإرتزاق والشهرة على حساب القيم الدينية.
- ويرفض انزلاق المنبر الديني إلى التهييج السياسي بحثا عن رمزية أو تسجيل بطولة.
- ويدعو إلى النأي عن "الشعبوية" ودغدغة المشاعر ومطاردة استحسان الناس بأي ثمن.
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من خضوع الخطاب الديني للنزعة الشعبوية التي تستهدف رضا الجمهور عبر الإثارة الدينية والتعبئة الطائفية والتهييج السياسي بصرف النظر عن مصالح المجتمع وملابسات الواقع.
ورفض الشيخ الصفار في مستهل محاضراته العاشورائية مساء الخميس ليلة الجمعة 1 محرم 1439هـ الموافق 22 سبتمبر 2017م استسلام الخطاب الديني للنزعة الشعبوية التي تتوسل رضا الجمهور عبر الإثارة والتعبئة الطائفية والتهييج السياسي.
وقال سماحته في المحاضرة التي القاها بمجلس الحاج سعيد المقابي بمدينة القطيف أن التوترات الطائفية تمثل أرضية خصبة للخطاب الديني الشعبوي الذي ينزع للتعبئة والنيل من الطوائف الأخرى.
وقال أمام حشد من المستمعين ان الخطيب الديني يتمتع بموقعية خطيرة ينبغي معها أن لا يضع على رأس اهتماماته دغدغة مشاعر الجمهور والبحث عن استحسان الناس على حساب الدين و مصالح المجتمع.
وأضاف سماحته ان خطورة الخطاب الديني تنبع من أهميته وسعة انتشاره وشدة تأثيره في جمهور المتدينين.
وتابع بأن الخطاب الديني معني بالتزام القيم والمفاهيم الدينية بعيدا عن الأهواء وترويج الخرافات والأوهام إلى جانب رعاية المصلحة العامة للدين والمجتمع.
وقال سماحته ان الخطاب الديني ينبغي أن يتمتع بالحكمة ومراعاة المصلحة العامة للمجتمع وأن يتخير الوقت المناسب لطروحاته انطلاقا من دراسة موضوعية لظروف الواقع لا مجرد البحث عن الإثارة.
ودعا سماحته إلى النأي عن "الشعبوية" ومطاردة استحسان الناس على حساب مصالح الدين، والإبتعاد في الوقت عينه عن تجيير الخطاب الديني لصالح الأهواء واتجاهات الظلم والإستبداد.
ورفض انسياق خطباء المنبر الديني خلف رغبات الجمهور بحثا عن الشعبية وجني الأموال من خلال دغدغة مشاعرهم واستدرار عواطفهم بالتوسل بالخرافات والأحلام والقصص المختلقة والروايات غير الصحيحة.
وانتقد بشدة تحويل المنبر الديني إلى وسيلة للإرتزاق والشهرة وتحقيق سعة الإنتشار على حساب القيم الدينية والمصلحة العامة.
ورفض الشيخ الصفار تورط المنبر الديني في التهييج السياسي باللعب على حاجات المجتمع وقضاياه بحثا عن رمزية أو تسجيل بطولة دون مراعاة للظروف الإجتماعية والسياسية الخاصة بكل ساحة.
وأوضح سماحته "ان الخطاب السياسي الواحد قد يكون مفيدا في مكان وضارّا في مكان آخر، وقد يكون صالحا لزمن لكنه سيئ في زمن آخر".
كما انتقد انزلاق الخطاب الديني نحو التعبئة الطائفية والخطاب العدواني تجاه الطوائف الأخرى والذي باتت له سوق رائجة في الوقت الراهن في الفضائيات الطائفية المنتشرة.
وحثّ سماحته خطباء المنبر إلى الإلتفات إلى تداعيات خطاب التعبئة الطائفية وانعكاساته السلبية على جمهورهم الذي غالبا ما يكون على احتكاك يومي ودائم بأتباع الطوائف الأخرى.