في الليلة الثانية من محرم 1439هـ
الشيخ الصفار: النزوع للتطرف الديني لا يخلو من دوافع مصلحية ومطامع
- ويقول ان في الوسط الشيعي "نكرات" لم يجدوا بضاعة سوى التطرف بإسم أهل البيت.
- ولم يستبعد دور الأعداء من خارج مجتمعاتنا في تشجيع التطرف في أوساطنا.
- ويقول ان من سمات المتطرف النفور من الحوار أو الانفتاح على الآخر.
أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار ظهور التيارات المتطرفة إلى بعض المدارس الدينية التي تمثل حواضن للتطرف، والنزعات العدوانية نتيجة الإحباط والظلم الاجتماعي والقمع السياسي، اضافة إلى اتخاذ التطرف طريقًا للسلطة والزعامة.
وقال الشيخ الصفار في ثاني محاضراته العاشورائية مساء الجمعة ليلة السبت 2محرم 1439ﻫ الموافق 23 سبتمبر 2017م أنه لا يكاد يخلو مجتمع بشري من بروز حالة من التطرف في صفوف ابنائه في وقت ما "لكنها تتفاوت في حجمها ومساحتها وآثارها".
وأرجع جانبا من التطرف إلى دوافع فكرية وثقافية تتمثل في بروز بعض المدارس والحواضن الدينية التي تشكل أرضية للتطرف.
وأضاف بأن هناك عاملا آخر نفسيا لبروز التطرف يتمظهر في تفجر النزعات العدوانية عند الإنسان نتيجة مشاعر الإحباط والظلم الاجتماعي والقمع السياسي.
وقال سماحته ان النزوع للتطرف الديني لا يخلو من دوافع مصلحية ومطامع في الزعامة.
وأشار إلى وجود دوافع مصلحية عند البعض تدفعهم لإتخاذ التطرف طريقًا للسلطة والزعامة مستدلا بفلول نظام صدام حسين الذين أصبحوا قادة في تنظيم داعش طمعا في استعادة السلطة من جديد.
وتابع بأن الوسط الشيعي أيضا أبتلي بـ "نكرات" بلا كفاءة علمية تقنع الناس، ولا قدرة سياسية تخولهم التصدي فلم يجدوا بضاعة سوى التطرف بإسم التشيع وأهل البيت وراحوا يزايدون على المراجع والعلماء.
هذا ولم يستبعد سماحته دور الأعداء من خارج مجتمعاتنا في تشجيع التطرف في أوساطنا لغرض إضعاف مجتمعاتنا وتعويق مسيرة التنمية في أوطاننا وتمزيق صفوفنا.
واعتبر الشيخ الصفار أن التعصب للرأي يعد أول مظاهر التطرف الديني وذلك باصرار الانسان على فهم معين للدين، واعتقاد الحق المطلق في ذلك الفهم، ومن ثم رفض النقاش فيه.
ومضى يقول ان من سمات المتطرف النفور من الحوار أو الانفتاح على الآخر، ما يقوده إلى الانغلاق الذي يعود عليه بآثار نفسية وفكرية خطيرة "فيضخم عنده حالة الغرور والتعالي، ويرسم صورة قاتمة عن الآخرين".
وأشار سماحته إلى ان التشدد في الافكار والمواقف من مظاهر التطرف الديني على نحو تتحول معه المسائل الدينية الجانبية إلى قضايا مصيرية يخوض من أجلها الصراعات. علاوة على السعي لفرض الرأي على الآخرين واللجوء لممارسة العنف تجاه الآخر في هذا السبيل.
وقال الشيخ الصفار أن عصرنا الحاضر اتسم باتساع ظاهرة التطرف في مجتمعات عديدة ضمن ما يطلق عليه انبعاث الاصوليات الدينية، معللا ذلك بأنه رد انتقامي من الحضارة المادية التي نبذت جميع الأديان.
وأضاف بأن ظاهرة التطرف لم تستثني أيا من المجتمعات الدينية المسيحية واليهودية والهندوسية والاسلام.
ودعا إلى تحصين الشباب من فكر التطرف الذي يستهدفهم في الاساس لأنهم مخزون من الطاقة والحماس يستغله قادة التطرف.