الشيخ الصفار: تكفير المسلمين لبعضهم ينذر بمخاطر اجتماعية مدمرة
- ويقول بأن عامة الفقهاء اقتصروا على اعلان الشهادتين فقط شرطا لتحقق الاسلام.
- ويضيف بأن النبي لم يخرج المنافقين من الاسلام ولم يصادر أي حق من حقوقهم.
- ويقول ان بعض العلماء المعاصرين لا يرى حكم قتل المرتد عن الدين إلا إذا انحاز للعدو.
اعتبر سماحة الشيخ حسن الصفار اخراج أي من المسلمين من الملة واتهامه بالكفر انتهاكا جسيما ينذر بتداعيات مدمرة على الصعيد الإجتماعي.
وقال الشيخ الصفار في ثالث محاضراته العاشورائية مساء السبت ليلة الأحد 3 محرم 1439ﻫ الموافق 24 سبتمبر 2017م إن التكفير يعني اسقاط الهوية الدينية عن الفرد المسلم "مما يلغي كل حقوقه.. وقد يترتب عليه اجراءات عقابية كأحكام الردة في مشهور فتاوى المسلمين".
واستدرك سماحته بالقول "هناك رأي آخر لبعض العلماء المعاصرين، بأن الارتداد يوجب القتل حين يكون التحاقا بمعسكر العدو، أما اذا كان مجرد تغيير فكري عقدي فلا يستحق ذلك".
وقال ان الإنتماء للدين يفترض أن يوفر للإنسان الاطمئنان والاستقرار النفسي والفكري وتأمين المستقبل والمصير الآخروي اضافة إلى الحماية الاجتماعية باعتباره عضواً في المجتمع الديني.
وتابع بأن الاسلام يضمن احترام الفرد المسلم ويوفر له حقوقه، بدءاً من تحيته بالسلام مروراً بعصمة دمه وماله وطهارته وحمله على الصحة في اقواله وأفعاله ودخول المساجد والحرمين الشريفين، والتزاوج والارث والدفن في مقابر المسلمين وقبول الشهادة.
واضاف بأن ذلك يشمل توليته المناصب القيادية كالقضاء والولايات ورئاسة الدولة.
وخلص سماحته إلى ان اتهام المسلم بالكفر يعني مصادرة كل هذه الإمتيازات جملة وتفصيلا.
وأضاف بأن التكفير باعتباره حكماً شرعيا له خطورته "لأنه يكون افتراءً على الدين حينما لا يكون في محله، وللنتائج المترتبة عليه تجاه من يصدر ضده". مشبها ذلك بقرار اسقاط الجنسية عن الشخص وما يترتب عليه من آثار مدمرة.
وتابع أمام حشد من المستمعين اكتظت بهم قاعتان في مجلس الحاج سعيد المقابي بالقطيف بأن للتكفير تداعيات مؤذية على الصعيد الشخصي و أضرارا بالغة على النسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية.
وفي السياق قال سماحته بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني للبلاد "ان حب الوطن والولاء له فطرة انسانية باركها الدين وشجع عليها ولا يتحقق ذلك بمجرد رفع الشعارات، وانما بالعطاء للوطن والدفاع عنه، وتأكيد المحبة والتآلف بين ابنائه، ليكونوا صفا واحدا في مواجهة الاخطار والتحديات".
ورفض الشيخ الصفار بشدة حالة التطرف الديني حيال تعريف الإنسان المسلم. موضحا بأن عامة الفقهاء اقتصروا في ذلك على اعلان الشهادتين.
وفي اطلالة على السيرة النبوية قال سماحته بأن النبي لم يخرج المنافقين من الاسلام ولم يصادر أي حق من حقوقهم المدنية "مع كل الادوار القذرة التي قاموا بها".
وأضاف بأن المنافقين في عهد النبي كانوا يتمتعون بحقوق المواطنة كاملة كسائر المسلمين مع نص القرآن أنهم غير صادقين في إسلامهم، حيث يحضرون المساجد، ويدلون بآرائهم في قضايا المجتمع، ويأخذون نصيبهم من الغنائم وعطاء بيت المال.
ومضى يقول ان سعة الإسلام ورحمة النبي الأعظم بلغت حد استغفاره لرأس المنافقين عبدالله بن أُبي وهو على وشك الموت ومنحه قميصه ليدفن معه.
وتسائل سماحته أين هذا من حالات التكفير المنفلتة من عقالها في الوسط الإسلامي في الآونة الأخيرة.