في رابع محاضراته العاشورائية
الشيخ الصفار: مدارس دينية لا تزال تقوم على تراث يحمل بذور التكفير والتطرف
- ويقول إذا لم يجرِ غربلة التراث الديني فلنترقب ظهور مزيد من التيارات التكفيرية.
- ويشير إلى أن التيارات التكفيرية المعاصرة تستند في ممارساتها إلى شيء من التراث الديني.
- ويقول إن الأمة تقف اليوم أمام معضلة كبيرة مع تيارات الممانعة لتنقية التراث.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان المعاهد الدينية والحوزات والجامعات الإسلامية لاتزال تقوم على تراث ديني متقادم بعضه يحمل بذور التكفير والتطرف، داعيا إلى مراجعة ذلك التراث واعادة النظر فيه.
وقال الشيخ الصفار في رابع محاضراته العاشورائية مساء الأحد ليلة الاثنين 4 محرم 1439هـ الموافق 25 سبتمبر 2017م ان التيارات التكفيرية المعاصرة تستند في ممارساتها إلى تراث تكفيري وتاريخ موغل في الدماء على خلفية مسائل فكرية وقضايا رأي.
وأضاف ان الأمة انشغلت ببعضها ضمن جدل عقيم على مدى قرون طويلة ابعدها عن الحضارة وتطوير الحياة، واوصلها إلى هذه الحالة المتردية من الاحتراب وسفك الدماء وسوء السمعة.
وتابع القول ان جماعات الاسلام السياسي المتطرفة امتداد لخط تكفيري قديم في الأمة مع انتقالها من النشاط الدعوي إلى العنف السياسي ردا على قمع السلطات في بعض الأقطار.
وأوضح بأن هذه المواجهة قادت إلى انبعاث تيار التكفير الجديد الذي تبنى تكفير الحكومات والمجتمعات على حد سواء وانتهى إلى ظهور جماعات القاعدة وداعش وبوكو حرام وانصار الشريعة.
وقال الشيخ الصفار أمام حشد من المستمعين اكتضت بهم قاعتا مجلس الحاج سعيد المقابي بالقطيف، إذا لم يجرِ غربلة التراث الديني فسنكون على موعد مع ظهور تيارات تكفيرية جديدة في كل زمن.
وفي السياق انتقد سماحته بشدة الممانعين لمراجعة التراث الديني وتنقيته عند مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية من السنة والشيعة.
ومضى يقول ان الأمة تقف اليوم أمام معضلة كبيرة مع تيارات الممانعة لتنقية التراث الديني التكفيري. مضيفا بأن هذا التراث التكفيري بات في متناول الجميع بعد أن كان حكرا على المتخصصين.
تاريخيا، أشار سماحته إلى أن الخوارج هم أول فرقة تكفيرية انشقت على الأمة في وقت مبكر وخرجت على خليفة المسلمين الإمام علي وحاربته على خلفية شبهات عقدية تورطوا فيها.
وتابع بأن ما وصفه الاتجاه التكفيري السلطوي أخذ مداه على يد الحكام الامويين والعباسيين الذين بالغوا في قمع الناس باسم الدين من أجل ارهابهم واخضاعهم.
وأضاف بأن هؤلاء الحكام ترصدوا لذوي الآراء المختلفة دينيا وحكموا عليهم بالكفر وكانوا يتقربون إلى الله بقتلهم امام العامة في سبيل اظهار انفسهم كحماة للدين.
وحول اتجاهات التكفير قال الشيخ الصفار ان الأصل بقاء المسلم على اسلامه حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك بان يعلن الكفر بقول صريح لا يقبل التأويل.
وشدد سماحته على وجوب النظر والتفحص فيما صدر من المسلم من قول أو فعل قبل تكفيره "فليس كل قول أو فعل فاسد يعتبر مكفرا".
واضاف "لا ينبغي ان يكفر مسلم امكن حمل كلامه على محمل حسن، أو كان في كفره خلاف ولو رواية ضعيفة".