في ليلة 11 محرم
الشيخ الصفار: أهل البيت بعد عاشوراء ثبات على المنهج وتجاوز ردة الفعل
قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان الوصول إلى السلطة والحكم لم يكن هدفًا لدى أئمة أهل البيت "ع" رغم أحقيتهم بذلك كما نعتقد.
وأضاف ان الأئمة لم يكونوا يرون ان قيادة الأمة مشروعة بأي نهج وطريق بل برضا الأمة، وكان هدفهم الأول تبيين معالم الدين للأمة.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها سماحته ضمن البرنامج العاشورائي لحسينية الإمام الحجة بالقطيف مساء يوم الأحد 10 محرم 1439هـ الموافق 1 أكتوبر 2017م بعنوان: "سياسة أهل البيت بعد عاشوراء".
وقال الشيخ الصفار ان أهل البيت اهتموا بعد معركة كربلاء بنقل حقيقة الحدث في كربلاء وفضح الإعلام الأموي الذي سعى للتعتيم والتشويه، كما استهدف أهل البيت كسب تعاطف الأمة مع مظلوميتهم ونهجهم.
وأشار إلى ان أئمة أهل البيت عملوا في سبيل بقاء قضية كربلاء حية حاضرة في وجدان الأمة من خلال إبداء الصورة المأساوية للحادثة.
وأوضح ان أهل البيت بعد حادثة كربلاء اهتموا بالعمل الاستراتيجي من خلال تعزيز الولاء وبناء الكفاءات المعرفية والعلمية في الأمة.
وقال الشيخ الصفار "لم يتخذ أهل البيت نهج ردة الفعل لما حصل في كربلاء، بل كان لديهم رسالة مهمة واضحة بعيدة المدى".
وأشار إلى ان هذا درس لجميع الأمة في العمل بالشكل المدروس والاستراتيجي طويل الأمد، وليس ردة الفعل اللحظية المنفعلة.
وبين سماحته ان أهل البيت كانوا مهتمين بنقل الصورة الواقعية الصحيحة لما حدث في كربلاء، لان السلطات الأموية كانت تسعى لإخفاء الجريمة أو تبريرها.
وأشار للجهد الكبير التي قامات به قافلة الأسرى بقيادة السيدة زينب "ع" والإمام زين العابدين "ع" بتبيين حقيقة ما حدث من خلال خطبهم في الكوفة والشام وحديثهم مع الناس بعد العودة إلى المدينة.
ولفت سماحته إلى ان حادثة كربلاء مثلها مثل بقية أحداث التاريخ تعرضت لزيادات وإضافات في النقل أو لم تصل لنا كافة تفاصيلها، مؤكدا أن هناك عدد من الباحثين والعلماء بدؤوا في صرف جهودهم في درس وتحقيق وتنقيح تاريخ حادثة كربلاء.
وأشار للجهود التي تقوم بها دار الحديث في قم والتي يشرف عليها الشيخ محمدي الريشهري، حيث أنتجوا "موسوعة الإمام الحسين "ع" في الكتاب والسنة والتاريخ"، وصدرت في تسعة مجلدات، وفيها تحقيق وتنقيح للسيرة الحسينية وحادثة كربلاء.