الشيخ الصفار ينتقد بشدة حالة التباهي الأجوف بالدين أو المذهب
- ويتسائل عن الجدوى من التباهي بالدين والمذهب في ظل البؤس والقهر والتخلف.
- ويقول ان أهل البيت حذروا شيعتهم من تعمد التقصير في الطاعة اتكاءا على ولايتهم.
- ويحمّل الخطباء والشعراء والرواديد المسؤلية عن تسويق المرويات المنزوعة من سياقها.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة حالة التباهي الديني الأجوف عند المسلمين وزعمهم الأفضلية لمجرد انتمائهم الديني والمذهبي حتى لو لم يسعفهم عملهم ولا واقعهم المتخلف.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 29 محرم 1439ﻫ الموافق 20 أكتوبر 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار أن التفاخر الحقيقي ينبغي أن يكون بالعمل الصالح وأن تكون المباهاة بتحقيق الإنجازات عوضا عن التشبث بالأماني الجوفاء.
وتسائل عن الجدوى من تباهي المسلمين بأحقية دينهم ومذاهبهم في حين يعيش الجميع في هاوية الفقر والبؤس والقهر والتخلف قياسا على الأمم المتقدمة.
وانتقد سماحته تعويل بعض الناس على الحصانة في الآخرة وضمان دخول الجنة لمجرد انتمائهم الديني والمذهبي حتى لو لم يسعفهم عملهم الصالح.
وعلى الصعيد المذهبي أرجع جانبا من ذلك التعويل المطلق إلى سوء الفهم المحيط ببعض المرويات الدينية المنزوعة من سياقها، أضافة إلى المأثور الشعبي والتراث الشعري الذي يسوقه الخطباء والشعراء والرواديد.
وحذر بشدة من اعتبار بعض الأشعار الواردة بمثابة قواعد شرعية من قبيل "فإن النار ليس تمس جسما .. عليه غبار زوار الحسين".
واوضح محاذير تلك الحالة في تعويل البعض على موالاته لأهل البيت كضمانة لدخول الجنة حتى لو لم تسعفه صحيفة أعماله. مستشهدا ببيت شعري لأحدهم جاء فيه "سوّدت صحيفة أعمالي .. ووكلت الأمر إلى حيدر".
وتابع الشيخ الصفار بأن ترويج هذه الأفكار المغلوطة ساهم في توريط الكثيرين في المعاصي اتكاءا على ضمان نيلهم المغفرة لمجرد البكاء على الإمام الحسين أو زيارة مقامه الشريف. مؤكدا أن الثواب الوارد على ذلك مشروط بالمعرفة والالتزام (من زار الحسين عارفا بحقه).
وأكد على تحذير أئمة أهل البيت المشدد لشيعتهم من تعمد التقصير في الطاعة والاصرار على المعصية اتكاءا على ولائهم لأهل البيت فقط وحبهم لهم ورجاء شفاعتهم.
وأمام حشد من المصلين استشهد سماحته بقول الإمام الباقر "فواللّه ما شيعتنا منكم إلاّ من أطاع اللّه".
وأضاف ان من الخطأ أن يظن أحد بأن لديه حصانة تنجيه في الآخرة دون عمل صالح، مستشهدا بقول النبي ".. والذي بعثني بالحق لا ينجي إلاّ عمل مع رحمة! ولو عصيت لهويت".
واستدرك سماحته بالقول ان هناك فرقًا بين ذنب يرتكبه الانسان في لحظة ضعف ثم يتوب منه فيقبل الله توبته وتنفعه الشفاعة، وبين آخر يتخذ المعصية نهجا اتكالا على ضمان المغفرة والشفاعة "فهذا واهم ومخطئ".
وقال ان القرآن الكريم والسيرة النبوية تشددان على حاكمية القانون على الجميع بصرف النظر عن الإنتماء الإجتماعي والقبلي أو الديني.
وتابع القول بأن واقع المسلمين سيبقى متخلفا ما لم يتبعوا السنن الإلهية، ولن ينفعهم التباهي بدينهم ومذاهبهم في ظل الفقر والبؤس والقهر والتخلف الذي تكشفه التقارير الدولية عاما بعد آخر.