الشيخ الصفار يدعو للنهوض بالمجتمع النسائي ومعالجة مشاكله
دعا الشيخ حسن الصفار لصناعة توجه للنهوض بالمجتمع النسائي ومعالجة المشكلات الحقيقية فيه ، كالانفتاح على فئة الجامعيات، وبحث مشاكلهن، وتأهيلهن للحياة الزوجية، كذلك معالجة المشاكل الأسرية، مؤكدا الحاجة لمؤسسات نسائية تقوم بهذا الدور.
وعبّر الشيخ الصفار عن تفاؤله لوجود فرص للمرأة لإثبات وجودها في كافة المجالات بالرغم من بعض السلبيات التي يجب معالجتها، داعيا للتخطيط للاستفادة من هذه الفرص.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها سماحته في ملتقى سفينة النجاة النسائي بالدمام، بعنوان: المرأة والتغيير الاجتماعي، مساء يوم الثلاثاء 4 صفر 1439هـ الموافق 24 اكتوبر 2017م بحضور اكثر من ٨٠ سيدة.
وقد افتتح الشيخ الصفار حديثه برواية عن الامام الكاظم ( ان لله على الناس حجتين ، حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الحجة الظاهرة فالأنبياء والرسل والأئمة، وأما الحجة الباطنة فهي العقول)، مشيراً إلى العلاقة الوثيقة بين الدين والعقل فكلاهما وسيلتا الإنسان للإيمان بربه ولإعمار الكون وتسخير طاقاته.
وأبان أنهما يؤازران بعضهما ويكمل كل منهما الآخر، فإن ظهر تناقض بينهما دلّ ذلك على خلل في فهم الدين او في تشخيص الواقع.
وتابع: وقد حصلت سجالات على مر التاريخ، فتارة يبرز دور الوحي لينهض بالمجتمع من حالة التخلف والجهل، كما في بعثة نبينا محمد ، وتارة يبرز دور العقل ليدفع الناس لإعادة النظر في فهمهم الزائف للدين كما حصل في عصر التنوير في أوروبا.
وأوضح أن معظم مجتمعاتنا الاسلامية تعاني حالة من الجمود، حيث دفعنا فهمنا للدين إلى الابتعاد عن التطور والعلم بمسافات، ومن مشاهد هذا التخلف واقع المرأة المسلمة في مجتمعاتنا الذي جعل منها كياناً مشلولاً، مؤكدا تنبه المسلمين بانفتاحهم على تجارب المجتمعات الأخرى، وما رأوه من مشاركة المرأة في صنع التنمية والنهضة بالمجتمع، ما شجع انطلاقة لتغيير واقع المرأة المسلمة.
وأشار إلى أن ما صدر في بلادنا من قوانين تعبير عن توجه وطني لمشاركة المرأة ابتداءً بإشراكها في مجلس الشورى وانتخابات المجالس البلدية وغرف التجارة، إلى السماح لها بقيادة السيارة، مبيناً أن هذا القرار وما يليه يدل على توجه وطني لتعزيز دور المرأة في المجتمع.
وقال الشيخ الصفار أن تعزيز دور المرأة في المجتمع يعطي فرصاً ايجابية لاكتشاف طاقتها والمشاركة في صنع التنمية، مستدركا أن لكل قرار إيجابي سلبيات لا بد من التصدي لها ومعالجتها.
وتابع: إن من أبرز هذه المشاكل احتمالات التأثير على الأمن الاخلاقي للمجتمع، فحينما يحدث الانفتاح الاجتماعي بعد حالة من الانغلاق والتحفظ، فقد يحصل بعض الانفلات فنحتاج إلى مزيد من التحصين، بالتوجيه الواعي، وتشريع القوانين الرادعة، مشيرا إلى أن اتساع دور المرأة خارج المنزل، قد يضعف من دورها الكبير في المجال الاسري والتربوي.
وتطرق الشيخ الصفار إلى آليات تفعيل الدور الثقافي والاجتماعي للمرأة في ظل هذا التوجه الوطني، مشيرا إلى أهمية صناعة الكفاءات النسائية وإبرازها وخاصة في المجال القيادي، والتوجه للعمل المؤسسي.
وتابع: بالرغم من أهمية المبادرات الفردية إلا أن أفقها محدود ، كما أن العمل الجمعي التطوعي يشكل تحدياً كبيراً
ودعا لخلق توجه للنهوض بالمجتمع النسائي ومعالجة المشكلات الحقيقية فيه ، كالانفتاح على فئة الجامعيات وبحث مشاكلهن وتأهيلهن للحياة الزوجية، كذلك معالجة المشاكل الأسرية .. كلها تحتاج مؤسسات نسائية ..
وعبّر عن تفاؤله لوجود فرص للمرأة لإثبات وجودها في كافة المجالات بالرغم من بعض السلبيات التي يجب معالجتها ودعا إلى التخطيط للاستفادة من هذه الفرص.