الشيخ الصفار يحذر من الانزلاق نحو النزعات القبلية والفئوية المصادمة للدين والعقل
- ويقول ان مختلف الجماعات الدينية والمذهبية عرضة للوقوع في نزعات التعصب.
- ويضيف بأن الدين يقرر استحضار القيم والموضوعية في تقويم الآخرين.
- ويقول ان الانسان ينبغي أن لا يلغي عقله ضمن أي انتماء كان وأن لا يتجاوز القيم الصحيحة.
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من الانزلاق نحو النزعة التعصبية "المصادمة للدين والعقل" التي قد تستولي على الانتماء القبلي التقليدي كما الانتماءات الحديثة الدينية منها والمذهبية والفئوية والمناطقية.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 27 صفر 1439ﻫ الموافق 17 نوفمبر 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان العقلية القبلية السائدة في المجتمع العربي كانت تمثل العقبة الكأداء التي واجهت الرسالة الإسلامية منذ بواكيرها.
وعدد سماحته بعض ملامح تلك العقلية ومنها تجميد عقل الفرد وإلزامه بما تراه القبيلة صوابا كان أم خطأ، وجعل الولاء للقبيلة هو القيمة العليا فوق كل اعتبار، والحكم دون مسوغ بأفضلية القبيلة وأفرادها على سائر الناس.
وقال إن العربي كان يفتخر آنئذ بأنه لم يكن يفكر وإنما كان يتبع قبيلته، مرجعا ذلك إلى ارتباط مصيره ومصالحه كلها بالقبيلة.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن تلك النزعة لا تنحصر في الانتماء القبلي التقليدي فقد يصاب بها الناس ضمن مختلف الانتماءات للدين والمذهب أو الجماعة والفئة والمنطقة.
ورفض سماحته تضخيم النزعة القبلية "المصادمة للدين والعقل" على حساب الولاء للمبادئ والقيم. مضيفا بأن ذلك لا يعني رفض الاعتراف بالانتماءات، والإقرار بالكيانات في مضمونها الإيجابي.
وحض على جعل النفوس والعقول والمواقف سائرة وفق الهدي الإلهي والمنهج العقلي بعيدا عن التورط في مسالك الفئوية والحزبية والانتماءات المختلفة المصادمة للدين والعقل.
وأضاف أمام حشد من المصلين ان الانسان ينبغي أن لا يلغي عقله ضمن أي انتماء كان وأن لا يتجاوز القيم الصحيحة، ولا يتخلى عن الموضوعية والإنصاف في النظر للآخرين وتقويمهم.
وبمناسبة ذكرى وفاة النبي الأكرم التي تصادف السبت قال سماحته أنه شدد في خطبه وأحاديثه على مبادئ الوحدة بين أبناء المجتمع الإسلامي.
وأضاف أن النبي شّن حرباَ ضارية على الأفكار والتصورات الجاهلية، وعلى رأسها التفاخر بالأنساب والأحساب، أو التفاضل بالانتماء القبلي أو العرقي.
وأوضح بأن الإسلام لم يستهدف الغاء القبيلة كانتماء اجتماعي، بل سعى لاصلاح العقلية القبلية، بالتأكيد على فاعلية الفرد الفكرية وتحمله المسؤولية في مقابل الذوبان والتهميش والتبعية العمياء.
وتابع بأن الدين يقرر استحضار القيم والموضوعية في تقويم الآخرين وليس مجرد الانتماء.