الشيخ الصفار ينتقد "ضيقي الأفق" الذين يمارسون الارهاب الفكري على الباحثين
- وينتقد تنصيب البعض أنفسهم أوصياء على الدين والمذهب دون مسوّغ.
- ويرفض بشدة اتهام النوايا أو التشكيك في توجهات أي باحث علمي.
- ويصف الإرهاب الفكري بأنه أسلوب لا اخلاقي يضر بالعلم والمعرفة.
- ويقول أن ظروف العصر الراهن توفر فرصا جيدة لإعادة قراءة التاريخ.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار من وصفهم بضيقي الأفق الذين يمارسون الارهاب الفكري على الباحثين الذين يتوصلون إلى نتائج علمية تخالف توجهاتهم "وكأنهم هم وحدهم الأوصياء على الدين والمذهب".
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 3 ربيع الثاني 1439ﻫ الموافق 22 ديسمبر 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وفي نقد لاذع وصف الشيخ الصفار ممارسة الإرهاب الفكري على الباحثين بأنه "أسلوب لا اخلاقي يضر بالعلم والمعرفة ويمنع من وصول الحقائق إلى الاذهان".
وقال سماحته إن "ضيقي الأفق" يعولون على التمسك بما وصلنا من معلومات تاريخية وما يسود اجوائنا من قصص وحكايات التاريخ ويجرّمون البحث والنقاش في أي جانب منها.
وانتقد في السياق النظر إلى كل بحث علمي "وكأنه تخريب للعقيدة واثارة للشكوك والشبهات وهز للمبادئ والثوابت".
وأرجع ذلك إلى ما وصفها بنزعة الانـحياز الفكري والعاطفي "والاخطر من ذلك في وجود الارهاب الفكري الذي يعوّق ابداء الرأي". اضافة إلى تنصيب البعض أنفسهم أوصياء على الدين والمذهب دون مسوّغ.
في مقابل ذلك دعا الشيخ الصفار إلى تشجيع الباحثين وتقدير الجهود التي يبذلونها "وذلك يعني مناقشة بحوثهم ونقدها نقدا علميا".
وأمام حشد من المصلين رفض سماحته بشدة اتهام النوايا أو التشكيك في توجهات أي باحث شرعي معتبرا ذلك خلاف الدين ومنهج العلم.
ورأى سماحته ان ظروف العصر الراهن توفر فرصا جيدة لاعادة قراءة التاريخ والتأكد من احداثه ووقائعه.
وأرجع ذلك إلى تطور مناهج البحث العلمي وتراكم الخبرات والتجارب وتوفر ادوات المعرفة وسهولة الوصول إلى المصادر والمخطوطات.
وقال سماحته أن كبار العلماء درجوا على مناقشة كل التفاصيل التاريخية بحرية واختلفوا فيها بدءا من سيرة نبي الله آدم إلى سيرة نبينا محمد وسيرة الأئمة.
ومضي يقول إن النقاش والاختلاف بين العلماء والباحثين أمر مطلوب ويصب في مصلحة البحث العلمي ولا يصح ابدا أن يسبب نزاعا أو مشكلة.
وأرجع ذلك إلى أن الدين لم يفرض الإيمان بأي حدث تاريخي لم ينص عليه القرآن الكريم وما لم يرد في السنة الثابتة أو يعني انكاره التكذيب لله ولرسوله.
وأشار إلى أن الموروث التاريخي شابته كثير من الإضافات والأساطير وتأثيرات الاجواء السياسية والصراعات المذهبية، كما فقدت منه كثير من الوثائق والمعلومات، "مما يجعل كل حوادثه وأحداثه قابلة للدراسة والبحث".