ندورة فكرية لمناقشة الثابت والمتغير في الاحكام الشرعية
النشاط الفكري والمعرفي انعكاس للوجود العلمي في مدينة النجف الاشرف
استمراراً منه بدعم النشاط المعرفي وحرصاً على توسيع مساحة الحراك الفكري في أوساط الحوزة العلمية والأوساط الأكاديمية شارك سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بحضوره في الندوة الفكرية التي أقامها مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة على قاعة شيخ الخطباء في النجف الأشرف، والتي حاضر فيها العلامة سماحة الشيخ حسن الصفار (دامت تأييداته) بحضور جمع غفير من أساتذة وفضلاء الحوزة العلمية وعددٍ من الاساتذة الجامعيين والمثقفين من المهتمين بالشأن الفكري والمعرفي.
وجرى الترحيب بالضيف بالطريقة التي امتازت بها المحافل الأدبية النجفية العريقة بقصيدةً تضمنت التاريخ الشعري التي توثق تاريخ زيارة الشيخ الصفار مدينة امير المؤمنين (عليه السلام) هذا العام، القاها فضيلة الشيخ حسنين القفطان.
وقد تمحور حديث سماحة الشيخ الصفار في محاضرته الموسومة بـ (الثابت والمتغير في الأحكام الشرعية) حول عدة محاور كان أهمها هو ضرورة تطوير وتجديد الحركة الاجتهادية لتكون أكثر مُكنة وفاعلية في حل مشاكل الفرد والمجتمع والنظر في كيفية التعاطي معها في ظل تطورات الواقع المعاصر .
أكد سماحته على ان التجديد ليس أمراً مقصوداُ بحد ذاته.. وانما تستدعيه الظروف الموضوعية الى إعادة النظر ببعض الاستنتاجات والأدلة الشرعية وفقاً لما تقتضيه المصالح والمفاسد الكامنة في الاحكام الشرعية..
ولفت سماحته الى ان هذا المنحى لا يعني بحال من الأحوال تمييع الدين والتنازل عن الثوابت الدينية، بقدر ما هي دعوة للاستفادة من شرعية الحركة الاجتهادية عبر الأزمنة وعدم غلق باب البحث وإعادة النظر في قراءة الدليل وفق الضوابط والأسس والمبادئ العلمية الرصينة والاستفادة من تراكم العملية الاجتهادية وتوسع الخبرات والتجارب.
وفي هذا السياق اقترح الشيخ الصفار عدة مسالك لتطوير الحركة الاجتهادية التي من شأنها ان تنتج احكاما تواجه التحديات المعاصرة من دون المساس بالثوابت وتعضيدا لما طرحه قدم الشيخ المحاضر عدة ادلة وشواهد تاريخية على جملة من الممارسات الاجتهادية لدى عدد من الفقهاء الماضيين والمعاصرين وبين من خلال ذلك مدخليه خصوصيات الزمان والمكان في مناطات الاحكام الشرعية وكيف ان للزمان خصوصية من جهة استمرار الحكم وعدم استمراره وارتباط ذلك بالمصالح والمفاسد.
وفي نهاية المحاضرة حدد سماحته بعض العوامل التي كانت سبباً في تعثّر محاولات التجديد ومنها غياب مؤسسات البحث العلمي والتي تساعد الفقيه وتوفر له مستلزمات البحث والمعلومات التي يحتاجها وتدعمه بالدراسات التخصصية لمعرفة الموضوعات الخارجية التي يريد الافتاء حولها.
كما تركزت المداخلات والاسئلة والمناقشات بعد المحاضرة على جملة من القضايا حيث اخذ بعضها منحى تنقيحياً او اثرائياً وبطابع علمي رصين الذي اتسمت به الحوزة العلمية في النجف الاشرف وقد ناقشها الشيخ الصفار مع اصحابها واجاب عن اسئلتهم.
الاثنين 15/ربيع الأول/1439
الموافق 4/12/2017