متحدثا لأساتذة وطلاب جامعة الصدر في كربلاء
الشيخ الصفار: يجب أن يكون الابداع حالة في الحوزة العلمية وليس استثناء
دعاء سماحة الشيخ حسن الصفار لخلق حالة من الابداع والتفوق في الحوزة العلمية، متسائلا: لماذا لا يوجد في المجتمع الديني إلا قلة من المبدعين ويأتون في اوقات متفرقة كالشهيد الصدر الأول والشهيد الصدر الثاني؟. داعيا لاستثمار الوقت الاكبر في كسب العلم والتحصيل المعرفي لتكون الحالة العامة هي حالة الإبداع وليس القلة والاستثناء.
وأشار الشيخ الصفار في كلمته لأساتذة وطلاب جامعة الصدر الدينية فرع كربلاء المقدسة (السيت 21 ربيع الأول 1439هـ الموافق 9 ديسمبر 2017م) إلى أن المجتمعات تنتظر من عالم الدين وطالب العلوم الدينية أن يتحمل مسؤوليته العلمية والاجتماعية ويبادر في العطاء العلمي والمعرفي.
وقال إن عالم الدين العاشق للعلم المتهيئ لطلبه الواثق من نفسه يحصل على مبتغاه، ويصل إلى مستوى التفوق الذي يطمح له.
وأبان سماحته أن على طالب العلوم الدينية أن يكون قدوة للناس بسلوكه وأخلاقه، وينتظرون منه العطاء العلمي الذي يحتم عليه التحصيل والمعرفة.
وعن تأمل الطالب فيما يدرس قال: بعض الناس حينما تمر عليه فكرة، أو مطلبٌ يمر عليه مرور الكرام ، وأخر يقف عند كل فكرة، عند كل معلومة، يتأمل فيها، يقلبها، يبحث لها عن مصاديق وشواهد، وهذا يمكنه من الإدراك الأفضل لتلك الفكرة . مستشهدا بالشهيد الصدر الثاني وما يجده القارئ لكتبه من تشقيق الافكار والمسائل والنصوص، وصناعة عدة احتمالات ووجوه ومصاديق وتطبيقات للمسألة.
وأبان أن عدم ثقة الطالب بنفسه تحرمه من الاستيعاب والاستدراك، وتخلق له حالة من الرهبة تمنعه من تلقي العلوم والمعارف.
وشدد مساحته على أن أمام العلماء والحوزة مشوارًا طويلًا ونحن في بدايته، مؤكدا حاجة المجتمع إلى الكثير من العمل والتحرك وبذل الجهد العلمي والمعرفي.
وقال: علينا أن نتحمل مسؤولية عظيمة، فالجماهير تعرب عن ثقتها في المرجعية والحوزة، ولا نكون عند ثقة الجماهير إلا بتحصيل العلم والمعرفة وبذله في المجتمع.
وأشار إلى عدم الاستسلام للراحة فالمجتمعات تنتظر تحمل المسؤولية والعطاء، وعلينا أن نجتهد في طلب العلم والمعرفة وبذله بين الناس.
وسبق كلمة الشيخ الصفار كلمة ترحيبية تناولت السيرة الذاتية للشيخ الصفار وعرض بعض مؤلفاته، وذكر المقدم الشيخ فيصل التميمي انه يرى الشيخ الصفار من خلال استعراض تاريخه وتجربته أنه رائد الانفتاح والسلم الاجتماعي فهو منفتح على كل التيارات حتى السلفية، وذكر ان بعض كتب سماحته كانت تستنسخ ايام حكم الطاغية صدام وتتداول بين الطلبة والمثقفين.