الشيخ الصفار يرفض "اللمز والغمز" والتشكيك في المتطوعين في الأنشطة الإنسانية
- ويقول إن النشاط التطوعي الخيري يُعاني من كثرة النقد السلبي وترصد الأخطاء.
- ويضيف إن مفهوم العمل الخيري مختزل في أذهان البعض على المجالات الدينية.
- ويحض المتطوعين في المجالات الإنسانية بأن لا ينهزموا أمام سخرية البعض وتثبيطهم.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى تعزيز الثقة بالعمل التطوعي الذي يخدم المصلحة العامة وتشجيع المتطوعين في الأنشطة الإنسانية كافة، رافضا بشدة تناولهم بـ "اللمز والغمز والتشكيك في النوايا".
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 1 جماد الأول 1439ﻫ الموافق 19 يناير 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "إن أي جهد في العمل التطوعي يجب ان يقدر. وعلى الإنسان أن لا يستحي ولا يتردد في العطاء ولو كان عطاؤه قليلا".
وفي السياق انتقد سماحته بشدة ما وصفه باللمز والغمز والتشكيك في النوايا الذي يطال المتطوعين والمتطوعات في مجالات العمل الإنساني المختلفة.
وأضاف إن النشاط التطوعي الخيري يُعاني من كثرة النقد السلبي وترصد الاخطاء.
واستدرك بأن النقد البناء للعمل التطوعي أمر مطلوب ويساهم في تطويره وترشيده "ولكن اللمز والغمز والسخرية والتشكيك في النوايا مرفوض ومدان".
وحض سماحته المتطوعين في المجالات الإنسانية بأن لا ينهزموا أمام سخرية البعض وتثبيطهم وأن لا يفقدوا الثقة في أنفسهم فيحرمون أنفسهم من المشاركة في العمل الخيري التطوعي.
إلى ذلك اعتبر سماحته احتضان المجتمع للأنشطة التطوعية وتفاعله معها ودعمه لها عاملا مؤثرا وأساسًا في تقدمها، قائلا "كلما كان المجتمع اكثر تفاعلا زادت مساحة العمل التطوعي والاجتماعي".
ودعا إلى تعزيز الثقة بالعمل التطوعي وبالمتطوعات والمتطوعين، منتقدا في الوقت عينه بعض الجهات التي تغلب أحيانا جانب الاتهام، وتتعامل مع بعض الأخطاء بمنطق التعميم.
- نظرة خاطئة
وشدد الشيخ الصفار على الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في نظرة المجتمع لمفهوم العمل الخيري.
وقال إن تلكؤ العمل التطوعي في بلادنا يعود إلى النظرة الخاطئة لمفهوم العمل الخيري والتطوعي المختزل في أذهان البعض على المجالات الدينية وحدها على حساب المجالات الإنسانية.
وقال إن هناك أعدادا لا تضاهى من المساجد والحسينيات ودور تحفيظ القرآن والأوقاف في مدننا وقرانا قياسا على شحة المؤسسات الإنسانية والتطوعية في سائر المجالات.
وأوضح سماحته بأن مجتمعاتنا المحلية تحتاج إلى رفع درجة تفاعلها مع العمل التطوعي الخيري ليكون الاقبال عليه في المستوى المطلوب.
ولفت إلى شكوى الجمعيات والأنشطة الخيرية من ضعف رفدها بالكوادر والمشاركين وإمدادها بالإمكانات والقدرات المالية.
وأشار سماحته إلى مفارقة صادمة بين مجتمعنا المحلي "المتدين" الذي لم يتجاوز عدد المتطوعين فيه 25 الفا من أصل عدد السكان البالغ 20 مليونا، في حين ناهز عددهم في مجتمع نصنفه بأنه "مادي" مثل كندا 12 مليون متطوع من أصل 34 مليون نسمة.
وأرجع جانبا من أسباب تنامي العمل التطوعي إلى القوانين والتشريعات التي يتقدم معها العمل التطوعي متى كانت اكثر يسرا وسهولة، وعلى النقيض من ذلك إذا اتسمت بالتشدد.