في لقائه بالطلبة الأفارقة في النجف الاشرف
الشيخ الصفار: غاية طلب العلم الارتقاء بالمجتمع إلى مستوى التحديات
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الطلبة الأفارقة إلى استثمار نعمة تواجدهم في حوزة النجف العلمية العريقة، وبجوار مرقد أمير المؤمنين ، وذلك بالاجتهاد في طلب العلم والمعرفة، واستلهام قيم الخير والفضيلة.
وتابع: تعيش الحوزة العلمية الآن أفضل ظروفها، بتوفر اجواء الحرية، وفرص التحصيل العلمي، ووسائل العيش المريح لطالب العلم، في ظل مرجعية واعية حكيمة.
وكان الشيخ الصفار قد لبى دعوة مدير المدرسة سماحة الشيخ نوشاد علي بركات لزيارة المدرسة (مدرسة الخوجة في النجف الاشرف) وإلقاء محاضرة على مدرسيها وطلابها، صباح يوم الأحد 15 ربيع الأول 1439هـ الموافق 3 ديسمبر 2017م.
وأكد سماحته على أن يحمل الطلاب الافارقة إلى مجتمعاتهم رسالة الوحدة المستلهمة من نهج علي بن أبي طالب، بعيدا عن النعرات القومية والنزعات الطائفية، مشيرا إلى المبدأ الإنساني الذي قرره الإمام علي بقوله: "الناس صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ".
وأوضح أن دور طلاب العلم من الافارقة أكبر من غيرهم من الطلاب لما يتحملونه من مسؤوليات عند رجوعهم إلى ديارهم، حيث تواجه مجتمعاتهم تحديات التنمية، ورواسب حكم الاستعمار، وما كرسه في نفوس تلك المجتمعات من شعور بالانهزامية والضعف، وهيمنة للجهل والكسل.
وتحدث لإدارة المدرسة مشجعا وداعما لهم، وقال سماحته: أنتم شركاء في نجاح وانجاز هؤلاء الطلاب، لأنكم المعنيون باعدادهم وتربيتهم وتوجيههم.
ودعا لخلق القدوة الحسنة، لأن الطالب يتأثر بالقدوة كما يتعلم الدرس، لهذا يحتاج أن يكون المدرس قدوة في الهمة العالية، وعشق العلم والمعرفة، والالتزام بالقيم ومكارم الاخلاق.
وقال سماحته أن غاية طلب العلم الديني هو الارتقاء بالمجتمعات إلى مستوى التحديات التي تواجهها، كما هو مفاد الآية الكريمة ﴿ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾.