خلال ندوة الجمعة الأسبوعية
الشيخ الصفار يستعرض معوقات العمل الخيري والإنساني في الواقع الاجتماعي
استعرض الشيخ حسن الصفار يوم الجمعة الماضي وخلال الندوة الأسبوعية التي يعقدها في مجلسه بالقطيف واقع العمل الخيري والإنساني والاجتماعي، وغياب التركيز عليه من خلال النصوص الدينية، في مقابل الاهتمام بالجوانب العبادية والشعائرية.
وأجاب الشيخ الصفار عن سؤال خلال الندوة التي أقيمت يوم الجمعة 2 جمادى الأول الحالي حول قلة الاهتمام بالإعمال التطوعية الاجتماعية مجتمعاتنا الإسلامية، على الرغم من تعدد وكثرة النصوص والآيات القرآنية التي تتحدث عن الأعمال الخيرية وخدمة الناس. فأشار الصفار إلى عدة أمور منها محدودية الثقافة والوعي الاجتماعي. فلا يزال الفرد في مجتمعاتنا يحتاج إلى وعي وثقافة اجتماعية حتى يعرف مدى ارتباطه كفرد بالمجتمع ومدى تأثير المجتمع عليه.
وبين الصفار ان الخطاب الديني في مجتمعاتنا يركز أكثر على الجانب العبادي وعلى الشعائر الدينية، في الوقت الذي يلحظ فيه وجود آيات وأحاديث تشير لأهمية العمل الخيري والاجتماعي، لكن التركيز والضغط هو للجانب الأول، لا يوازيه تركيز على الجانب الآخر وهو العمل الإنساني والخيري.
ويشير الشيخ الصفار في معرض حديثه عن الخطاب الديني أن القران الكريم يجعل الحد الفاصل بين التدين الصادق والتدين الكاذب هو الاهتمام بالنواقص ومواقع الضعف في المجتمع. حيث يقول تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) ﴾ مستدركا ان المطلوب ليس التقليل من أهمية الأمور الدينية والعبادية، لكن ندعو للتوازن والاهتمام بالجانب الآخر.
ويلحظ الشيخ الصفار أن الأنظمة والقوانين في معظم البلاد الإسلامية ليس فيها مرونة تجاه العمل الأهلي والمدني كما في البلاد الغربية، لذلك نجد التعقيدات والمعوقات في إنشاء اللجان والمؤسسات والجمعيات الخيرية.
كما ان غياب روح العمل الاجتماعي، كما يشير الشيخ الصفار هي إحدى سلبيات العمل الخيري والتطوعي، والتي تطغى فيه روح العمل الفردي، وانخفاض وضعف روح العمل الاجتماعي ، وهو ما نراه أيضا في العمل الاقتصادي والشراكات التجارية والتي هي غالبا تكون فردية.
وعرج الصفار إلى مشكلة يراها مهمة في العمل الخيري والتطوعي وهي ضعف الموارد البشرية، فالناس المهتمون بالعمل الخيري والعمل التطوعي هم محدودون كما ونوعا، نظرا لغياب التأهيل للمتطوعين، وعدم إقامة ورش العمل ودورات التدريب للمتطوعين، بالإضافة لضعف التطوير في المؤسسات التطوعية.
وعن اختزال العمل الخيري في مساعدة المحتاجين والفقراء، يوضح الشيخ الصفار إلى ان العمل الخيري والتطوعي آفاقه أوسع من حالات الفقر والحاجة، فالمطلوب هو عمل وقاية من وجود حالات فقر في المجتمع، من خلال العمل على التعليم والتأهيل وإيجاد فرص العمل.
وأجاب الشيخ الصفار عن سؤال حول الثروة الوقفية الموجود في المجتمع وعدم الاستفادة منها، فأشار إلى ان الكثير من الناس عندما يفكرون في إقامة وقف، فهم يفكرون في أمور دينية فقط، وهي على أهميتها كما يؤكد الصفار، لكن المجتمع بحاجة للاهتمام بالمجالات الأخرى التي تعالج حاجات الناس، وهو ما عمله أئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال جعل الكثير من وقوفاتهم للحاجات التي تهم الناس من فقراء ومحتاجين.
وتحدث في الختام عن موضوع إدارة الأوقاف، فأشار الصفار إلى ان من يدير الوقوفات في المجتمع هم في الغالب يديرونها من وحي خبرتهم المحدودة، فلا توجد توعية أو جهة ترشّد إدارتهم للأوقاف التي بأيديهم، مقترحا ان تكون هناك إدارة نافذة توجه وترشد توجهاتهم على صعيد تطوير الأوقاف وترشيد الصرف على جهات الوقف.