الشيخ الصفار يشدد على أهمية "العفة والاحتشام" في الأماكن المختلطة
قال سماحة الشيخ حس الصفار ان الإسلام وضع ضوابط من اجل الحفاظ على الاستقامة الأخلاقية في المجتمع، وهذه الضوابط تقع تحت عنوان العفة والاحتشام، وأضاف ان الاختلاط في الأماكن العامة يجب ان يكون في أجواء احتشام وعفاف من قبل الطرفين الرجل والمرأة على حد سواء.
جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية بمجلسه بالقطيف مساء يوم الجمعة (14 جمادى الآخر 1439هـ الموافق 2 مارس 2018م) بعنوان "الاختلاط والعلاقة بين الجنسين" ويديرها الأستاذ عبد الباري الدخيل.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن الإسلام يعزز حالة العفة في النفس، من خلال تربية الإنسان المسلم بحيث تكون الشهوات عنده منضبطه وليست منفلتة.
وأضاف "لا يدعي الدين ان الضوابط التي وضعها ستستأصل حالات الانحراف والفساد، فهي تبقى موجودة، لأنها حالة بشرية، لكن القوانين الدينية تريد ان تحدها، وان تخلق وازعًا في نفس الإنسان تمنعه من التجاوز على الضوابط الأخلاقية والاجتماعية.
وقال ان الثقافات تختلف بين الأمم والشعوب، فالثقافة الغربية تغلب جانب الحرية الفردية، مضيفا ان مجتمعاتنا الإسلامية تؤمن بان هناك حدودًا للحرية، وفي جانب العلاقة بين الرجل والمرأة فالإسلام يشير للجانب الواقعي، وأن هناك انجذابًا بين الرجل والمرأة، لذلك عندما نترك هذا الانجذاب بلا ضوابط، تتحول الحياة الأخلاقية الى حالة فوضى، وهي تجر مشاكل كثيرة على المجتمع البشري.
وأضاف ان ما حرمه الإسلام هو الخلوة، وهي ان تكون المرأة والرجل الأجنبيان في مكان مغلق لا يراهم احد فيه.
وأشار إلى انه ليس صحيحا ما يقال أنه "اذا ما تركنا المجال أمام الناس فان الأمور تكون منضبطة"، مؤكدا ان ما نراه في التجربة الغربية من خلال وجود حرية مطلقة والمجال المفتوح أمام الناس، لكننا لا نزال نرى وجود حالات الاعتداءات والتحرش الجنسي، مع وجود القوانين الرادعة.
ومضى في القول: "لسنا مع التزمت والمبالغة في الفصل بين الرجل والمرأة، لكن إطلاق العنان والادعاء بان عدم وجود ضوابط يطبّع المسألة، وهو ما يكذبه الواقع المعاش في المجتمعات الغربية".
وفي قضية وجود هاجس الاختلاط بين الجنسين في المجتمع، قال الشيخ الصفار ان الشرع لم يرد فيه تشريع يحدد انفصال المرأة عن الرجل في الحياة العامة، مضيفا ان في القران الكريم ما يشير إلى ان المرأة تعيش حياة طبيعية مع الرجال.
وأشار إلى ان الأحكام الشرعية العامة توحي بأنه ليس هناك اتجاه شرعي للفصل بين الجنسين، مستشهدا بفريضة الحج الذي يسعى ويطوف فيه الرجال والنساء في مكان وزمان واحد، وكذلك في مختلف مناسك الحج.
وبين سماحته انه في العهد الإسلامي الأول لم يكن هناك فاصل أو حاجز في صلاة الجماعة كما يبدو مما ورد في الروايات، حيث كن النساء يصلين خلف الرجال، ولم يكن هناك حاجز.
وأضاف: "يمكن القول ان سيرة المتشرعة المتصلة بعهد النبي والأئمة لم تكن قائمة على أساس الفصل بين الجنسين، فالاختلاط بذاته لم يكن منهيا عنه من الناحية الشرعية".
صوت المرأة
وأجاب الشيخ الصفار على بعض الأسئلة المرتبطة بموضوع استماع الرجال لصوت المرأة، فأشار إلى ان بعض الأزمنة السابقة وبعض المجتمعات حصلت عندها مبالغة في موضوع العلاقة بين الجنسين، وقال: "لا يوجد نص ثابت أن صوت المرأة عورة".
ولفت إلى ان القران الكريم يتحدث في آيات صريحة أن النساء كن يتخاطبن مع الأنبياء وسائر الرجال والروايات تتحدث عن رواية أمهات المؤمنين للكثير من الروايات للرجال، كذلك الخطب المنقولة عن فاطمة الزهراء وخطبة السيدة زينب ، وكذلك توجد العديد من الروايات التي تشير لنساء كن يدرسن الرجال.
وقال ان القران يشير لأهمية الابتعاد عن الطرق التي تؤدي للاستدراج، وهو ما تشير إليه الآية ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾، مشددا ان المرأة لا ينبغي لها ان تتحدث بصوت أو بكلام يثير الشهوة والريبة، وهذا هو الحد المنهي عنه فقط.
وبين سماحته عدم وجود خصوصية في موضوع العفة بين الرجل والمرأة، مضيفا أنها مطلوبة من الطرفين، وأشار إلى ان العفة مسالة أخلاقية قيمية، وللأسف هناك تركيز على المرأة في موضوع العفة أكثر من الرجل، والآية واضحة في مخاطبة الجنسين ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ و ﴿َقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾