بمناسبة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء (ع)
الشيخ الصفار: الزهراء دافعت عن حق أهل البيت بالحجة والمنطق و البرهان
- ويقول: ينبغي أن يركز الخطاب الديني على تعزيز العقيدة الدينية
- ويشير إلى أن التدين بوعي وفهم واقتناع يكون أكثر رسوخاً وأقوى ثباتاً
- ويؤكد على أن تتسع صدور العلماء للإشكالات المثارة على التشريعات الدينية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الزهراء اول من مارس الخطاب الديني الواعي المنطلق من البرهان، في مدرسة أهل البيت، وعلينا ان نستوحي من خطبتها معالم الخطاب الديني. مؤكدا أن الزهراء لم تلجأ للصراخ والشتم في خطبتها بل واجهت الموقف بالحجة والمنطق والبرهان.
جاء ذلك خلال كلمة الشيخ الصفار في حفل ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء الذي اقامه سماحة السيد علي السيد ناصر السلمان في الدمام وحضره لفيف من العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية يوم الجمعة ليلة السبت 21 جماد الثاني 1439ﻫ الموافق 9 مارس 2018م.
وأوضح أن الزهراء حينما دافعت عن حقها لم تدافع بالصراخ والتهويل أو بالسب و الشتم ، و إنما دافعت عن حقها بالحجة و البرهان، وكأنها تريد أن تضع لنا معلماً و أساساً للنقاش والحوار.
ودعا المنتمين لمدرسة أهل البيت أن يدافعون عنها بالحجة والمنطق والبرهان، وليس بالأساليب التهريجية ولغة البذاءة، التي ليست من أسلوب اهل البيت ولا مدرستهم.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن الزهراء هي المؤسس الأول للخطاب الديني في مدرسة أهل البيت، وعلينا أن نستلهم من خطبتها معالم مدرسة هذا الخطاب، كالتركيز على الجانب العقدي، والإشارة إلى علل الاحكام، والمنطقية في الطرح والحوار.
وتابع: ركزت السيدة الزهراء في خطبتها على الجانب العقدي فبدأت بحمد الله والثناء عليه، وتقرير توحيده وعظمته، ثم ذكرت النبي ومقامه الشامخ عند الله وتأثيره الكبير في تغير المجتمع واصلاحه. مبينا أن المجتمع الديني متمحور حول عقيدته الدينية، لذلك ينبغي أن يركز الخطاب الديني على تعزيز هذه العقيدة، وبالخصوص أننا نعيش في عصر نواجه فيه الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات والشكوك والشبهات.
وتابع: يجب أن يرتقي الخطاب إلى مستوى التحديات الفكرية المعاصرة، وأن لا يجمد في اطار علم الكلام القديم.
وعن إشارات السيدة الزهراء إلى علل الأحكام و التشريعات، قال سماحته: صحيح أن المسلم يجب عليه أن يسلّم لأوامر وأحكام دينه ، ويقبل ما فرضه الله عليه، لكن إذا تعزز هذا التعبد والتدين بوعي وفهم واقتناع فإنها تكون أكثر رسوخاً، وأقوى ثباتاً وصموداً.
وأبان أن علينا أن تتسع صدورنا وخاصة في هذا العصر للإشكالات المثارة على التشريعات الدينية والأحكام الإسلامية، وأن لا نتسرع في اتهام من يثيرها، بل أن نرد بالحجة والمنطق و البرهان. مؤكدا أن الكثير من أبنائنا قد تكون الأفكار والمسائل غير واضحة المعالم في اذهانهم، والمفاهيم الدينية تحتاج إلى شرح وتوضيح، وذلك لا يكون إلا بالاستيعاب، وتجلية مفاهيمهم الدين، وبث قيمه وتعاليمه الصادقة.
هذا وقد ادار الحفل السيد هاشم نجل سماحة السيد علي السلمان، وتخللته مداخلة لسماحة السيد السلمان والشيخ فوزي آل سيف دعا فيها الخطباء إلى الالتزام بمجالس الخطابة في ليالي شهر رمضان المبارك، مهما كان حجم الحضور فيها، ناقدا عزوف بعض الخطباء عن المجالس الرمضانية بحجة قلة حضور المستميعن.
وقد ابدى سماحة السيد علي السلمان شكره للعلماء والخطباء المشاركين في اللقاء وعمر الجميع بحسن استقباله وكريم ضيافته.