الشيخ الصفار: الاعتذار للآخرين موقف بطولي ينم عن شجاعة وإنصاف

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

  • ويرفض مسلك التعالي ووهم الشعور بالرفعة والأنفة عن الاعتذار.
  • ويرى ان للمجتمع دورا حيويا في التشجيع على الاعتذار أو تكريس المكابرة.
  • ويقول ان بالإمكان التخلص من كثير من الظلامات عبر كلمة اعتذار.

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان تقديم الاعتذار للآخرين لقاء الخطأ بحقهم "موقف بطولي ينم عن ثقة وشجاعة وعدالة وإنصاف" بخلاف التنصل أو الإصرار على الخطأ. 

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 20 رجب 1439هـ الموافق 6 ابريل 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. 

وقال الشيخ الصفار ان الاعتذار عن الخطأ يكشف عن ثقة بالنفس، وشجاعة في الموقف، ويمثل كسبا وانتصارا للإنسان على المدى البعيد.

ورفض سماحته مسلك التعالي ووهم الشعور بالرفعة والتفوق والأنفة عن الاعتذار خاصة تجاه من يُظن أنهم أقل شأنا ومكانة. 

 وقال سماحته بأن "جوهر الأخلاق الفاضلة، وحقيقة النبل والسمو" إنما تجلى في الاعتذار ممن هم أضعف منا. مضيفا بأنه ليس فخرا كبيرا أن يعتذر الإنسان لمن هم أقوى منه. 

وشدد القول "ان الفضل والمجد يكمن في حسن التعامل مع الضعفاء، وأداء حقوقهم، والتزام مكارم الأخلاق تجاههم".

ورأى سماحته أن البيئة الاجتماعية تلعب دورا حيويا لجهة تشجيع الأفراد على الاعتذار أو تكريس حالة المكابرة والإصرار عندهم، وذلك من خلال النظرة الدونية لمن يقر بخطئه، أو لعدم تقبلها للمتراجعين.

وأمام حشد من المصلين أشار الشيخ الصفار إلى جملة من النتائج السلبية لغياب حالة الإقرار بالخطأ فضلا عن الاعتذار عنه، ومن ذلك تكرار ارتكاب الأخطاء وفقدان المصداقية والحرمان من فضيلة الاعتراف.

وقال سماحته ان الاقرار بالأخطاء تجاه حقوق الله تعالى إنما يكون بالإعتذار بين يديه سبحانه فقط، بخلاف الاعتذار من الآخرين فلا يكون سوى بالاعتذار اليهم مباشرة. 

وأضاف بأن اكتشاف الخطأ هو الخطوة الأولى في طريق المعالجة والإصلاح، أما الخطوة الثانية والأهم، فهي إعلان تحمّل المسؤولية أمام الطرف الآخر، والاعتذار إليه من وقوع الخطأ تجاهه.

واعتبر سماحته تقديم الاعتذار للآخرين بمثابة "موقف بطولي لا يصدر اختيارا إلا عن ثقة وشجاعة وعدالة وإنصاف".

وأخروياًَ اعتبر سماحته الاعتذار من الآخرين سبيلا للفوز برضوان الله والأمن من عقابه يوم القيامة، وذلك بالتخلص في هذه الحياة من حقوق الناس وظلاماتهم.

وقال ان بإمكان الإنسان أن يتخلص من كثير من الظلامات عبر لحظة اعتراف، وكلمة اعتذار، فيوفر على نفسه العناء والعذاب الشديد يوم القيامة.